تواصل معنا

تفسير ابن كثير @@@@@@ ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) [المدثر : 26] أي سأغمره فيها من جميع جهاته. ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ) [المدثر : 27] وهذا...

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@

( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) [المدثر : 26]
أي سأغمره فيها من جميع جهاته.

( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ) [المدثر : 27]
وهذا تهويل لأمرها وتفخيم.

( لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ) [المدثر : 28]
أى تأكل لحومهم وعروقهم وعصبهم وجلودهم ثم تبدل غير ذلك وهم في ذلك لا يموتون ولا يحيون قاله ابن بريدة وأبو سنان وغيرهما.

( لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ) [المدثر : 29]
وقوله : ( لواحة للبشر )
قال مجاهد : أي للجلد.
وقال أبو رزين : تلفح الجلد لفحة فتدعه أسود من الليل .
وقال زيد بن أسلم : تلوح أجسادهم عليها .
وقال قتادة : ( لواحة للبشر ) أي : حراقة للجلد .
وقال ابن عباس : تحرق بشرة الإنسان .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) [المدثر : 30]
وقوله : ( عليها تسعة عشر )
أي : من مقدمي الزبانية ، عظيم خلقهم ، غليظ خلقهم .

وقد قال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبو زرعة ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا ابن أبي زائدة ، أخبرني حريث ، عن عامر ، عن البراء في قوله : ( عليها تسعة عشر ) قال:
إن رهطا من اليهود سألوا رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم ، فقال :
الله ورسوله أعلم ، فجاء رجل فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فنزل عليه ساعتئذ : ( عليها تسعة عشر ) فأخبر أصحابه وقال :
" ادعهم ، أما إني سائلهم عن تربة الجنة إن أتوني ، أما إنها درمكة بيضاء ".
فجاءوه فسألوه عن خزنة جهنم ، فأهوى بأصابع كفيه مرتين وأمسك الإبهام في الثانية ، ثم قال :
" أخبروني عن تربة الجنة ".
فقالوا : أخبرهم يا ابن سلام.
فقال : كأنها خبزة بيضاء.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إن الخبز إنما يكون من الدرمك " .

هكذا وقع عند ابن أبي حاتم ، عن البراء ، والمشهور عن جابر بن عبد الله ، كما قال الحافظ أبو بكر البزار :
حدثنا منده ، حدثنا أحمد بن عبدة ، أخبرنا سفيان ويحيى بن حكيم ، حدثنا سفيان ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا محمد ، غلب أصحابك اليوم.
فقال : " بأي شيء؟ "
قال : سألتهم يهود : هل أعلمكم نبيكم عدة خزنة أهل النار ؟
قالوا : لا نعلم حتى نسأل نبينا صلى الله عليه وسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفغلب قوم سئلوا عما لا يدرون، فقالوا : لا ندري حتى نسأل نبينا ؟
علي بأعداء الله ، لكن سألوا نبيهم أن يريهم الله جهرة " ، فأرسل إليهم فدعاهم .
قالوا : يا أبا القاسم ، كم عدد خزنة أهل النار ؟
قال : " هكذا " ، وطبق كفيه ، ثم طبق كفيه ، مرتين ، وعقد واحدة ، وقال لأصحابه :
" إن سئلتم عن تربة الجنة فهي الدرمك " ، فلما سألوه فأخبرهم بعدة خزنة أهل النار ، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تربة الجنة؟ "
فنظر بعضهم إلى بعض ، فقالوا : خبزة يا أبا القاسم.
فقال : " الخبز من الدرمك " .

وهكذا رواه الترمذي عند هذه الآية عن ابن أبي عمر ، عن سفيان ، به ، وقال هو والبزار :
لا نعرفه إلا من حديث مجالد . وقد رواه الإمام أحمد ، عن علي بن المديني ، عن سفيان ، فقص الدرمك فقط .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@#@@@

( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ) [المدثر : 31]
قول تعالى :
( وما جعلنا أصحاب النار ) أي : خزانها ، ( إلا ملائكة ) أي : [ زبانية ] غلاظا شدادا .
وذلك رد على مشركي قريش حين ذكر عدد الخزنة ، فقال أبو جهل :
يا معشر قريش ، أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم ؟
فقال الله : ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) أي : شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغالبون .
وقد قيل : إن أبا الأشدين - واسمه : كلدة بن أسيد بن خلف - قال : يا معشر قريش ، اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم منهم سبعة عشر ، إعجابا منه بنفسه ، وكان قد بلغ من القوة فيما يزعمون أنه كان يقف على جلد البقرة ويجاذبه عشرة لينتزعوه من تحت قدميه ، فيتمزق الجلد ولا يتزحزح عنه .

قال السهيلي : وهو الذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصارعته ، وقال : إن صرعتني آمنت بك ، فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم مرارا ، فلم يؤمن .
قال : وقد نسب ابن إسحاق خبر المصارعة إلى ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب .

قلت : ولا منافاة بين ما ذكراه ، والله أعلم .

( وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ) أي : إنما ذكرنا عدتهم أنهم تسعة عشر اختبارا منا للناس.
( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) أي : يعلمون أن هذا الرسول حق، فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله .

( ويزداد الذين آمنوا إيمانا ) أي : إلى إيمانهم . بما يشهدون من صدق إخبار نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.

( ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض ) أي : من المنافقين.
( والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) ؟
أي : يقولون : ما الحكمة في ذكر هذا هاهنا ؟
قال الله تعالى :
( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء )
أي : من مثل هذا وأشباهه يتأكد الإيمان في قلوب أقوام ، ويتزلزل عند آخرين ، وله الحكمة البالغة ، والحجة الدامغة .

وقوله :
( وما يعلم جنود ربك إلا هو )
أي : ما يعلم عددهم وكثرتهم إلا هو تعالى ، لئلا يتوهم متوهم أنهم تسعة عشر فقط ، كما قد قاله طائفة من أهل الضلالة والجهالة ومن الفلاسفة اليونانيين ، ومن تابعهم من الملتين الذين سمعوا هذه الآية ، فأرادوا تنزيلها على العقول العشرة والنفوس التسعة ، التي اخترعوا دعواها وعجزوا عن إقامة الدلالة على مقتضاها ، فأفهموا صدر هذه الآية وقد كفروا بآخرها ، وهو قوله :
( وما يعلم جنود ربك إلا هو )

وقد ثبت في حديث الإسراء المروي في الصحيحين وغيرهما . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في صفة البيت المعمور الذي في السماء السابعة :
" فإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه آخر ما عليهم " .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا أسود ، حدثنا إسرائيل ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن مورق ، عن أبي ذر قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إني أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد ، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، ولا تلذذتم بالنساء على الفرشات ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل " .
فقال أبو ذر : والله لوددت أني شجرة تعضد .

ورواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث إسرائيل وقال الترمذي : حسن غريب ، ويروى عن أبي ذر موقوفا .

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني :
حدثنا خير بن عرفة المصري ، حدثنا عروة بن مروان الرقي ، حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم بن مالك ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم ، أو ملك ساجد ، أو ملك راكع ، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا :
سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ، إلا أنا لم نشرك بك شيئا " . .

وقال محمد بن نصر المروزي في " كتاب الصلاة " :
حدثنا عمرو بن زرارة ، أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن صفوان بن محرز ، عن حكيم بن حزام قال :
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إذ قال لهم :
" هل تسمعون ما أسمع؟ "
قالوا : ما نسمع من شيء ،.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط ، ما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك راكع أو ساجد " .

وقال أيضا :
حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ ، حدثنا أبو معاذ الفضل بن خالد النحوي ، حدثنا عبيد بن سليمان الباهلي ، سمعت الضحاك بن مزاحم ، يحدث عن مسروق بن الأجدع ، عن عائشة أنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما في السماء الدنيا موضع قدم إلا وعليه ملك ساجد أو قائم ، وذلك قول الملائكة :
( وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون ) [ الصافات : 164 - 166 ] . .

وهذا مرفوع غريب جدا ، ثم رواه عن محمود بن آدم ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن ابن مسعود أنه قال :
إن من السماوات سماء ما فيها موضع شبر إلا وعليه جبهة ملك أو قدماه قائما ، ثم قرأ : ( وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون ) .

ثم قال :
حدثنا أحمد بن سيار : حدثنا أبو جعفر محمد بن خالد الدمشقي المعروف بابن أمه ، حدثنا المغيرة بن عثمان بن عطية من بني عمرو بن عوف ، حدثني سليمان بن أيوب [ من بني ] سالم بن عوف . حدثني عطاء بن زيد بن مسعود من بني الحبلي ، حدثني سليمان بن عمرو بن الربيع ، من بني سالم ، حدثني عبد الرحمن بن العلاء ، من بني ساعدة ، عن أبيه العلاء بن سعد - وقد شهد الفتح وما بعده - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه :
" هل تسمعون ما أسمع؟ "
قالوا : وما تسمع يا رسول الله ؟
قال : " أطت السماء وحق لها أن تئط ، إنه ليس فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد ، وقال الملائكة :
( وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون )
وهذا إسناد غريب جدا .

ثم قال :
حدثنا [ محمد بن يحيى ، حدثنا ] إسحاق بن محمد بن إسماعيل الفروي ، حدثنا عبد الملك بن قدامة ، عن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر :
أن عمر جاء والصلاة قائمة ، ونفر ثلاثة جلوس ، أحدهم أبو جحش الليثي ، فقال :
قوموا فصلوا مع رسول الله ، فقام اثنان وأبى أبو جحش أن يقوم ، وقال :
لا أقوم حتى يأتي رجل هو أقوى مني ذراعين ، وأشد مني بطشا فيصرعني ، ثم يدس وجهي في التراب .
قال عمر : فصرعته ودسست وجهه في التراب ، فأتى عثمان بن عفان فحجزني عنه ، فخرج عمر مغضبا حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
" ما رأيك يا أبا حفص ؟ " ، فذكر له ما كان منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن رضى عمر رحمة ، والله لوددت أنك جئتني برأس الخبيث " ، فقام عمر يوجه نحوه ، فلما أبعد ناداه ، فقال :
" اجلس حتى أخبرك بغنى الرب عز وجل عن صلاة أبي جحش ، إن لله في السماء الدنيا ملائكة خشوعا لا يرفعون رءوسهم حتى تقوم الساعة ، فإذا قامت رفعوا رءوسهم ثم قالوا : ربنا ، ما عبدناك حق عبادتك ، وإن لله في السماء الثانية ملائكة سجودا لا يرفعون رءوسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة رفعوا رءوسهم ، وقالوا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك "
فقال له عمر : وما يقولون يا رسول الله ؟
فقال : " أما أهل السماء الدنيا فيقولون : سبحان ذي الملك والملكوت ، وأما أهل السماء الثانية فيقولون : سبحان ذي العزة والجبروت ، وأما أهل السماء الثالثة فيقولون : سبحان الحي الذي لا يموت ، فقلها يا عمر في صلاتك " ، فقال عمر :
يا رسول الله ، فكيف بالذي كنت علمتني وأمرتني أن أقوله في صلاتي ؟
فقال : " قل هذا مرة وهذا مرة " . وكان الذي أمره به أن يقول :
" أعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك ، جل وجهك " وهذا حديث غريب جدا ، بل منكر نكارة شديدة وإسحاق الفروي روى عنه البخاري ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وضعفه أبو داود والنسائي والعقيلي والدارقطني .
وقال أبو حاتم الرازي :
كان صدوقا إلا أنه ذهب بصره فربما لقن ، وكتبه صحيحة ، وقال مرة : هو مضطرب ، وشيخه عبد الملك بن قدامة أبو قتادة الجمحي : تكلم فيه أيضا . والعجب من الإمام محمد بن نصر كيف رواه ولم يتكلم عليه ، ولا عرف بحاله ، ولا تعرض لضعف بعض رجاله؟ غير أنه رواه من وجه آخر عن سعيد بن جبير مرسلا بنحوه . ومن طريق أخرى عن الحسن البصري مرسلا قريبا منه.

ثم قال محمد بن نصر :
حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ ، أخبرنا النضر ، أخبرنا عباد بن منصور قال : سمعت عدي بن أرطاة وهو يخطبنا على منبر المدائن قال :
سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن لله تعالى ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته ، ما منهم ملك تقطر منه دمعة من عينه إلا وقعت على ملك يصلي ، وإن منهم ملائكة سجودا منذ خلق الله السماوات والأرض لم يرفعوا رءوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، وإن منهم ملائكة ركوعا لم يرفعوا رءوسهم منذ خلق الله السماوات والأرض ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، فإذا رفعوا رءوسهم نظروا إلى وجه الله عز وجل ، قالوا : سبحانك ، ما عبدناك حق عبادتك " .

وهذا إسناد لا بأس به .

وقوله :
( وما هي إلا ذكرى للبشر ) قال مجاهد وغير واحد :
( وما هي ) أي : النار التي وصفت ، ( إلا ذكرى للبشر ).
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@

( كَلَّا وَالْقَمَرِ) [المدثر : 32]

( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) [المدثر : 33]
أي ولى.

( وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ) [المدثر : 34]
أي أشرق.

( إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ) [المدثر : 35]
أي العظائم يعني النار.

قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وغير واحد من السلف.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ) [المدثر : 36]

أي لمن شاء أن يقبل النذارة ويهتدي للحق.

( لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) [المدثر : 37]
أي لمن شاء أن يقبل النذارة ويهتدي للحق أو يتأخر عنها ويولي دبرها.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@

( نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ) [المدثر : 36]
أي لمن شاء أن يقبل النذارة ويهتدي للحق.

( لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) [المدثر : 37]
أي لمن شاء أن يقبل النذارة ويهتدي للحق أو يتأخر عنها ويولي دبرها.

( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدثر : 38]
أي معتقلة بعملها يوم القيامة قاله ابن عباس وغيره.

( إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ) [المدثر : 39]
( فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ) [المدثر : 40]
( عَنِ الْمُجْرِمِينَ) [المدثر : 41]
"إلا أصحاب اليمين" فإنهم "في جنات يتساءلون عن المجرمين"

أي يسألون المجرمين وهم في الغرفات وأولئك في الدركات.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@

( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) [المدثر : 42]
قائلين لهم "ما سلككم فى سقر ؟
قالوا: لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين" أي ما عبدنا ربنا ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا.

( قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)[المدثر : 43]
أي ما عبدنا ربنا.

( وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) [المدثر : 44]
ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا.

( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) [المدثر : 45]
أي نتكلم فيما لا نعلم.
وقال قتادة: كلما غوى غاو غوينا معه.

( وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ)[المدثر : 46]

( حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ) [المدثر : 47]
يعني الموت كقوله تعالى:
"واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أما هو- يعني عثمان بن مظعون - فقد جاءه اليقين من ربه".
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@

( فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) [المدثر : 48]
أي من كان متصفا بمثل هذه الصفات فإنه لا تنفعه يوم القيامة شفاعة شافع لأن الشفاعة إنما تنجع إذا كان المحل قابلا فأما من وافى الله كافرا يوم القيامة فإنه له النار لا محالة خالدا فيها.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) [المدثر : 49]
أي فما لهؤلاء الكفرة الذين قبلك مما تدعوهم إليه وتذكرهم به معرضين.

( كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ) [المدثر : 50]

أي كأنهم في نفارهم عن الحق وإعراضهم عنه حمر من حمر الوحش.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@

( فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ) [المدثر : 51]
( كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة )
أي : كأنهم في نفارهم عن الحق ، وإعراضهم عنه حمر من حمر الوحش إذا فرت ممن يريد صيدها من أسد ، قاله أبو هريرة‌ وابن عباس - في رواية عنه - وزيد بن أسلم ، وابنه عبد الرحمن . أو : رام ، وهو رواية عن ابن عباس ، وهو قول الجمهور .

وقال حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس :
الأسد ، بالعربية ، ويقال له بالحبشية : قسورة ، وبالفارسية : شير وبالنبطية : أويا .
 
Comment

الغريب

الصبر طيب
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
42,444
مستوى التفاعل
10,008
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ) [البلد : 9]

( ولسانا ) أي : ينطق به ، فيعبر عما في ضميره ، ( وشفتين ) يستعين بهما على الكلام وأكل الطعام ، وجمالا لوجهه وفمه .

وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي الربيع الدمشقي ، عن مكحول قال :
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يقول الله تعالى :
" يا ابن آدم ، قد أنعمت عليك نعما عظاما لا تحصي عددها ولا تطيق شكرها ، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما ، وجعلت لهما غطاء ، فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك ، وإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما . وجعلت لك لسانا ، وجعلت له غلافا ، فانطق بما أمرتك وأحللت لك ، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك . وجعلت لك فرجا ، وجعلت لك سترا ، فأصب بفرجك ما أحللت لك ، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك . يا ابن آدم ، إنك لا تحمل سخطي ، ولا تطيق انتقامي " .
 
1 Comment
جاروط
جاروط commented
في ميزان حسناتك يارب 😍
 

الغريب

الصبر طيب
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
42,444
مستوى التفاعل
10,008
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@


( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) [البلد : 10]

( وهديناه النجدين ) قال سفيان الثوري ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - : ( وهديناه النجدين ) قال :
الخير والشر . وكذا روي عن علي ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبي وائل ، وأبي صالح ، ومحمد بن كعب ، والضحاك ، وعطاء الخراساني في آخرين .

وقال عبد الله بن وهب :
أخبرني ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سنان بن سعد ، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" هما نجدان ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .

تفرد به سنان بن سعد - ويقال : سعد بن سنان - وقد وثقه ابن معين . وقال الإمام أحمد والنسائي والجوزجاني : منكر الحديث . وقال أحمد : تركت حديثه لاضطرابه . وروى خمسة عشر حديثا منكرة كلها ، ما أعرف منها حديثا واحدا . يشبه حديثه حديث الحسن - يعني البصري - لا يشبه حديث أنس .

وقال ابن جرير :
حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء قال :
سمعت الحسن يقول : ( وهديناه النجدين ) قال :
ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول :
" يا أيها الناس ، إنهما النجدان ، نجد الخير ونجد الشر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .

وكذا رواه حبيب بن الشهيد ، ويونس بن عبيد ، وأبو وهب ، عن الحسن مرسلا . وهكذا أرسله قتادة .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا عيسى بن عقال عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله : ( وهديناه النجدين ) قال :
الثديين .

وروي عن الربيع بن خثيم وقتادة وأبي حازم ، مثل ذلك .
ورواه ابن جرير عن أبي كريب ، عن وكيع ، عن عيسى بن عقال ، به . ثم قال :
والصواب القول الأول .

ونظير هذه الآية قوله : ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) [ سورة الإنسان : 2 ، 3 ]
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@

( بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفًا مُّنَشَّرَةً) [المدثر : 52]
أي : بل يريد كل واحد من هؤلاء المشركين أن ينزل عليه كتابا كما أنزل على النبي .
قاله مجاهد وغيره ، كقوله :
( وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته ) [ الأنعام : 124 ].
وفي رواية عن قتادة :
يريدون أن يؤتوا براءة بغير عمل .

( كَلَّا ۖ بَل لَّا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ) [المدثر : 53]
أي إنما أفسدهم عدم إيمانهم بها وتكذيبهم بوقوعها.

( كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) [المدثر : 54]
أي حقا إن القرآن تذكرة.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير

@@@@@@



( فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ) [المدثر: 55]



( وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) [المدثر : 56]



( فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله )

كقوله: ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) [ الإنسان : 30 ] .



وقوله :

( هو أهل التقوى وأهل المغفرة )

أي : هو أهل أن يخاف منه ، وهو أهل أن يغفر ذنب من تاب إليه وأناب . قاله قتادة .



وقال الإمام أحمد :

حدثنا زيد بن الحباب ، أخبرني سهيل - أخو حزم - حدثنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال :

قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية :

( هو أهل التقوى وأهل المغفرة )

وقال : " قال ربكم : أنا أهل أن أتقى ، فلا يجعل معي إله ، فمن اتقى أن يجعل معي إلها كان أهلا أن أغفر له " .



ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث زيد بن الحباب ، والنسائي من حديث المعافى بن عمران ، كلاهما عن سهيل بن عبد الله القطعي ، به ، وقال الترمذي : حسن غريب وسهيل ليس بالقوي . ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه ، عن هدبة بن خالد ، عن سهيل ، به . وهكذا رواه أبو يعلى والبزار والبغوي ، وغيرهم ، من حديث سهيل القطعي ، به .



آخر تفسير سورة " المدثر " ولله الحمد والمنة



[ وحسبنا الله ونعم الوكيل ]
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@@
تفسير سورة المزمل وهي مكية
( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) [المزمل : 1]
قال الحافظ أبو بكر [ أحمد ] بن عمرو بن عبد الخالق البزار :
حدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي ، حدثنا معلى بن عبد الرحمن ، حدثنا شريك ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر قال : اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا :
سموا هذا الرجل اسما تصدر الناس عنه.
فقالوا : كاهن.
قالوا : ليس بكاهن .
قالوا : مجنون .
قالوا : ليس بمجنون .
قالوا : ساحر .
قالوا : ليس بساحر.
فتفرق المشركون على ذلك ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فتزمل في ثيابه وتدثر فيها ، فأتاه جبريل ، عليه السلام ، فقال :
" يا أيها المزمل " " يا أيها المدثر " .
ثم قال البزار :
معلى بن عبد الرحمن قد حدث عنه جماعة من أهل العلم ، واحتملوا حديثه ، لكن تفرد بأحاديث لا يتابع عليها .

يأمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يترك التزمل ، وهو : التغطي في الليل ، وينهض إلى القيام لربه عز وجل ، كما قال تعالى :
( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) [ السجدة : 16 ]
وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ممتثلا ما أمره الله تعالى به من قيام الليل ، وقد كان واجبا عليه وحده ، كما قال تعالى :
( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) [ الإسراء : 79 ] وهاهنا بين له مقدار ما يقوم ، فقال تعالى :
( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا )
قال ابن عباس والضحاك والسدي :
( يا أيها المزمل ) يعني : يا أيها النائم .
وقال قتادة : المزمل في ثيابه ، وقال إبراهيم النخعي :
نزلت وهو متزمل بقطيفة .
وقال شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس :
( يا أيها المزمل )
قال : يا محمد زملت القرآن .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير

@@@@@@@



( قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا) [المزمل : 2]

يأمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يترك التزمل ، وهو : التغطي في الليل ، وينهض إلى القيام لربه عز وجل ، كما قال تعالى :

( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) [ السجدة : 16 ]

وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ممتثلا ما أمره الله تعالى به من قيام الليل ، وقد كان واجبا عليه وحده ، كما قال تعالى :

( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) [ الإسراء : 79 ]

وهاهنا بين له مقدار ما يقوم ، فقال تعالى :

( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا )



( نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا) [المزمل : 3]

وقوله تعالى "نصفه" بدل من الليل "أو أنقص منه قليلا أو زد عليه" أي أمرناك أن تقوم نصف الليل بزيادة قليلة أو نقصان قليل لا حرج عليك في ذلك.
 
Comment

الغريب

الصبر طيب
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
42,444
مستوى التفاعل
10,008
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@

( ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا) [النبإ : 39]
"ذلك اليوم الحق" أي الكائن لا محالة "فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا" أي مرجعا وطريقا يهتدي إليه ومنهجا يمر به عليه.


( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا) [النبإ : 40]
وقوله : ( إنا أنذرناكم عذابا قريبا ) يعني : يوم القيامة لتأكد وقوعه صار قريبا ، لأن كل ما هو آت آت .

( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ) أي : يعرض عليه جميع أعماله ، خيرها وشرها ، قديمها وحديثها ، كقوله :
( ووجدوا ما عملوا حاضرا ) [ الكهف : 49 ].
وكقوله :
( ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر ) [ القيامة : 13 ] .

( ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا ) أي : يود الكافر يومئذ أنه كان في الدار الدنيا ترابا ، ولم يكن خلق ، ولا خرج إلى الوجود .
وذلك حين عاين عذاب الله ، ونظر إلى أعماله الفاسدة قد سطرت عليه بأيدي الملائكة السفرة الكرام البررة.
وقيل :
إنما يود ذلك حين يحكم الله بين الحيوانات التي كانت في الدنيا ، فيفصل بينها بحكمه العدل الذي لا يجور ، حتى إنه ليقتص للشاة الجماء من القرناء . فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها : كوني ترابا ، فتصير ترابا . فعند ذلك يقول الكافر :
( ياليتني كنت ترابا ) أي : كنت حيوانا فأرجع إلى التراب .
وقد ورد معنى هذا في حديث الصور المشهور وورد فيه آثار عن أبي هريرة ، وعبد الله بن عمرو ، وغيرهما .

[ آخر تفسير سورة " عم " ]




تفسير ابن كثير
@@@@@@

( وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا) [المرسلات : 1]

تفسير سورة المرسلات وهي مكية .

قال البخاري :
حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، [ حدثنا أبي ] ، حدثنا الأعمش ، حدثني إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال :
بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم ، في غار بمنى ، إذ نزلت عليه : " والمرسلات " فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه ، وإن فاه لرطب بها ، إذ وثبت علينا حية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" اقتلوها " ، فابتدرناها فذهبت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" وقيت شركم كما وقيتم شرها " .

وأخرجه مسلم أيضا ، من طريق الأعمش .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس ، عن أمه :
أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا .

وفي رواية مالك ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس :
أن أم الفضل سمعته يقرأ : " والمرسلات عرفا " ، فقالت :
يا بني ، ذكرتني بقراءتك هذه السورة ، أنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب .

أخرجاه في الصحيحين ، من طريق مالك ، به .

قال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا زكريا بن سهل المروزي ، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، أخبرنا الحسين بن واقد ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة‌ :
( والمرسلات عرفا ) قال :
الملائكة .

قال :
وروي عن مسروق وأبي الضحى ومجاهد - في إحدى الروايات - والسدي والربيع بن أنس ، مثل ذلك .

وروي عن أبي صالح أنه قال :
هي الرسل .

وفي رواية عنه :
أنها الملائكة .

وهكذا قال أبو صالح في " العاصفات " و " الناشرات " [ و " الفارقات " ] و " الملقيات " :
أنها الملائكة .


تفسير ابن كثير
@@@@@@

( وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا) [المرسلات : 1]

تفسير سورة المرسلات وهي مكية .

قال البخاري :
حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، [ حدثنا أبي ] ، حدثنا الأعمش ، حدثني إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال :
بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم ، في غار بمنى ، إذ نزلت عليه : " والمرسلات " فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه ، وإن فاه لرطب بها ، إذ وثبت علينا حية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" اقتلوها " ، فابتدرناها فذهبت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" وقيت شركم كما وقيتم شرها " .

وأخرجه مسلم أيضا ، من طريق الأعمش .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس ، عن أمه :
أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا .

وفي رواية مالك ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس :
أن أم الفضل سمعته يقرأ : " والمرسلات عرفا " ، فقالت :
يا بني ، ذكرتني بقراءتك هذه السورة ، أنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب .

أخرجاه في الصحيحين ، من طريق مالك ، به .

قال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا زكريا بن سهل المروزي ، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، أخبرنا الحسين بن واقد ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة‌ :
( والمرسلات عرفا ) قال :
الملائكة .

قال :
وروي عن مسروق وأبي الضحى ومجاهد - في إحدى الروايات - والسدي والربيع بن أنس ، مثل ذلك .

وروي عن أبي صالح أنه قال :
هي الرسل .

وفي رواية عنه :
أنها الملائكة .

وهكذا قال أبو صالح في " العاصفات " و " الناشرات " [ و " الفارقات " ] و " الملقيات " :
أنها الملائكة .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )


تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( وْزِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)[المزمل : 4]
وقوله : ( ورتل القرآن ترتيلا )
أي : اقرأه على تمهل ، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره . وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه ،
قالت عائشة : كان يقرأ السورة فيرتلها ، حتى تكون أطول من أطول منها .
وفي صحيح البخاري ، عن أنس :
أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :
كانت مدا ، ثم قرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) يمد " بسم الله " ، ويمد " الرحمن " ، ويمد " الرحيم " .

وقال ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة :
أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت :
كان يقطع قراءته آية آية ، ( بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارق ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " .

ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث سفيان الثوري به ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

وقد قدمنا في أول التفسير الأحاديث الدالة على استحباب الترتيل وتحسين الصوت بالقراءة ، كما جاء في الحديث :
" زينوا القرآن بأصواتكم " ، و " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " ، و " لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود " يعني : أبا موسى ، فقال أبو موسى : لو كنت أعلم أنك كنت تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا .

وعن ابن مسعود أنه قال :
لا تنثروه نثر الرمل ولا تهذوه هذ الشعر ، قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة . رواه البغوي .

وقال البخاري :
حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا عمرو بن مرة : سمعت أبا وائل قال : جاء رجل إلى ابن مسعود فقال : قرأت المفصل الليلة في ركعة ، فقال : هذا كهذ الشعر . لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن ، فذكر عشرين سورة من المفصل ، سورتين في ركعة .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا) [المزمل : 5]
وقوله : ( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )
قال الحسن وقتادة : أي العمل به .

وقيل : ثقيل وقت نزوله ; من عظمته . كما قال زيد بن ثابت :
أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي ، فكادت ترض فخذي .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو قال :
سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت :
يا رسول الله ، هل تحس بالوحي ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسمع صلاصيل ، ثم أسكت عند ذلك ، فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تفيض ".
تفرد به أحمد .

وفي أول صحيح البخاري ، عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة :
أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كيف يأتيك الوحي ؟
فقال : " أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس ، وهو أشده علي ، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول " .
قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل عليه الوحي - صلى الله عليه وسلم - في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا.
هذا لفظه .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا سليمان بن داود ، أخبرنا عبد الرحمن ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :
إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته ، فتضرب بجرانها .

وقال ابن جرير :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته ، وضعت جرانها ، فما تستطيع أن تحرك حتى يسرى عنه .
وهذا مرسل .
الجران : هو باطن العنق .

واختار ابن جرير أنه ثقيل من الوجهين معا ، كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم :
كما ثقل في الدنيا ثقل يوم القيامة في الموازين .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,319
مستوى التفاعل
10,094
مجموع اﻻوسمة
10
تفسير ابن كثير ( متجدد )

تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [المزمل : 6]
وقوله : ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ) قال أبو إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس :
نشأ : قام بالحبشة .

وقال عمر وابن عباس وابن الزبير :
الليل كله ناشئة .
وكذا قال مجاهد وغير واحد ، يقال :
نشأ : إذا قام من الليل .
وفي رواية عن مجاهد :
بعد العشاء . وكذا قال أبو مجلز وقتادة وسالم وأبو حازم ومحمد بن المنكدر .

والغرض أن ناشئة الليل هي :
ساعاته وأوقاته ، وكل ساعة منه تسمى ناشئة ، وهي الآنات .
والمقصود أن قيام الليل هو أشد مواطأة بين القلب واللسان ، وأجمع على التلاوة ; ولهذا قال :
( هي أشد وطئا وأقوم قيلا ) أي :
أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار ; لأنه وقت انتشار الناس ولغط الأصوات وأوقات المعاش .

[ وقد ] قال الحافظ أبو يعلى الموصلي :
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا أبو أسامة ، حدثنا الأعمش ، أن أنس بن مالك قرأ هذه الآية :
" إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا "
فقال له رجل : إنما نقرؤها ( وأقوم قيلا ).
فقال له : إن أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحد .
 
Comment

sitemap      sitemap

أعلى