تواصل معنا

تفسير ابن كثير @@@@@@ ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) [البلد : 10] ( وهديناه النجدين ) قال سفيان الثوري ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله - هو ابن...

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@


( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) [البلد : 10]

( وهديناه النجدين ) قال سفيان الثوري ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - : ( وهديناه النجدين ) قال :
الخير والشر . وكذا روي عن علي ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبي وائل ، وأبي صالح ، ومحمد بن كعب ، والضحاك ، وعطاء الخراساني في آخرين .

وقال عبد الله بن وهب :
أخبرني ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سنان بن سعد ، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" هما نجدان ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .

تفرد به سنان بن سعد - ويقال : سعد بن سنان - وقد وثقه ابن معين . وقال الإمام أحمد والنسائي والجوزجاني : منكر الحديث . وقال أحمد : تركت حديثه لاضطرابه . وروى خمسة عشر حديثا منكرة كلها ، ما أعرف منها حديثا واحدا . يشبه حديثه حديث الحسن - يعني البصري - لا يشبه حديث أنس .

وقال ابن جرير :
حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء قال :
سمعت الحسن يقول : ( وهديناه النجدين ) قال :
ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول :
" يا أيها الناس ، إنهما النجدان ، نجد الخير ونجد الشر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .

وكذا رواه حبيب بن الشهيد ، ويونس بن عبيد ، وأبو وهب ، عن الحسن مرسلا . وهكذا أرسله قتادة .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا عيسى بن عقال عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله : ( وهديناه النجدين ) قال :
الثديين .

وروي عن الربيع بن خثيم وقتادة وأبي حازم ، مثل ذلك .
ورواه ابن جرير عن أبي كريب ، عن وكيع ، عن عيسى بن عقال ، به . ثم قال :
والصواب القول الأول .

ونظير هذه الآية قوله : ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) [ سورة الإنسان : 2 ، 3 ]
 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
109,259
مستوى التفاعل
96,159
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
34
تفسير ابن كثير ( متجدد )
📚 أحاديث نبوية 📚 صحيح البخاري 📚:
📚 حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن زيد بن رباح وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

🍃 ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)).

🌹 رواه البخاري 🌹


#اللهمصلوسلموباركعلىسيدنامحمد

📚 عن هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

🍃 ((ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه)).

🌹 رواه البخاري 🌹

🍂 وقال الله تعالى: "إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم" البقرة: 2
 
1 Comment
جاروط
جاروط commented
تقبل الله منك
و حشرك في زمرته صلى الله عليه و سلم
 

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@


( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) [البلد : 11]

قال ابن جرير حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد حدثنا عبدالله بن إدريس عن أبيه عن أبي عطية عن ابن عمر في قوله تعالى "فلا اقتحم":
أي دخل "العقبة" قال جبل في جهنم.

وقال كعب الأحبار:
"فلا اقتحم العقبة" هو سبعون درجة في جهنم.

وقال الحسن البصري:
"فلا اقتحم العقبة" قال عقبة في جهنم.

وقال قتادة:
إنها عقبة قحمة شديدة فاقتحموها.

( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ) [البلد : 12]

وقال قتادة:
"وما أدراك ما العقبة".

ثم أخبر تعالى عن اقتحامها.
 
2 Comments
ندى الورد
ندى الورد commented
جزاك ربي الجنة
 
جاروط
جاروط commented
جمعا يارب😍
 

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
109,259
مستوى التفاعل
96,159
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
34
تفسير ابن كثير ( متجدد )
📚 أحاديث نبوية 📚 صحيح البخاري 📚:
📚عن عبدلله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال:

🍁قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

🍃 ((من أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه)).

🌹 رواه مسلم. 🌹




📚عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

🍃 ((إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا. للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا))

🌹 متفق عليه. 🌹
 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
109,259
مستوى التفاعل
96,159
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
34
تفسير ابن كثير ( متجدد )
📚 عن أبي هريرة رضي الله عنه:

🍁 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

🍃 ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت)).

🌹 متفق عليه. 🌹

🍂 صلة الرحم واجبة وقطعها معصية كبيرة وهي درجات بعضها أرفع من بعض
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@


( فَكُّ رَقَبَةٍ) [البلد : 13]

فقال : ( فك رقبة أو إطعام )

وقال ابن زيد :
( اقتحم العقبة ) أي : أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير . ثم بينها فقال : ( وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام )

قرئ : ( فك رقبة ) بالإضافة ، وقرئ على أنه فعل ، وفيه ضمير الفاعل والرقبة مفعوله وكلتا القراءتين معناهما متقارب .

قال الإمام أحمد :
حدثنا علي بن إبراهيم ، حدثنا عبد الله - يعني ابن سعيد بن أبي هند - عن إسماعيل بن أبي حكيم - مولى آل الزبير - عن سعيد بن مرجانة : أنه سمع أبا هريرة يقول :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار ، حتى إنه ليعتق باليد اليد ، وبالرجل الرجل ، وبالفرج الفرج " .
فقال علي بن الحسين :
أنت سمعت هذا من أبي هريرة ؟
فقال سعيد : نعم .
فقال علي بن الحسين لغلام له - أفره غلمانه - : ادع مطرفا . فلما قام بين يديه قال :
اذهب فأنت حر لوجه الله .

وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، من طرق ، عن سعيد بن مرجانة ، به وعند مسلم أن هذا الغلام الذي أعتقه علي بن الحسين زين العابدين كان قد أعطي فيه عشرة آلاف درهم .

وقال قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي نجيح قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
" أيما مسلم أعتق رجلا مسلما ، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار ، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة ، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامها عظما من عظامها من النار " .

رواه ابن جرير هكذا وأبو نجيح هذا هو عمرو بن عبسة السلمي ، رضي الله عنه .

قال الإمام أحمد :
حدثنا حيوة بن شريح ، حدثنا بقية ، حدثني بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرة ، عن عمرو بن عبسة أنه حدثهم :
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" من بنى مسجدا ليذكر الله فيه ، بنى الله له بيتا في الجنة . ومن أعتق نفسا مسلمة ، كانت فديته من جهنم . ومن شاب شيبة في الإسلام ، كانت له نورا يوم القيامة " .

طريق أخرى :
قال أحمد : حدثنا الحكم بن نافع ، حدثنا حريز ; عن سليم بن عامر : أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة حدثنا حديثا ليس فيه تزيد ولا نسيان .
قال عمرو :
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
" من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار ، عضوا بعضو . ومن شاب شيبة في سبيل الله ، كانت له نورا يوم القيامة ، ومن رمى بسهم فبلغ فأصاب أو أخطأ ، كان كمعتق رقبة من بني إسماعيل " .

وروى أبو داود ، والنسائي بعضه .

طريق أخرى :
قال أحمد :
حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا الفرج ، حدثنا لقمان ، عن أبي أمامة ، عن عمرو بن عبسة قال السلمي قلت له : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه انتقاص ولا وهم . قال : سمعته يقول :
" من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث ، أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ، ومن رمى بسهم في سبيل الله ، بلغ به العدو ، أصاب أو أخطأ ، كان له عتق رقبة . ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار ، ومن أنفق زوجين في سبيل الله ، فإن للجنة ثمانية أبواب ، يدخله الله من أي باب شاء منها " .

وهذه أسانيد جيدة قوية ، ولله الحمد [ والمنة ] .

حديث آخر :
قال أبو داود :
حدثنا عيسى بن محمد الرملي ، حدثنا ضمرة ، عن ابن أبي عبلة ، عن الغريف بن الديلمي قال : أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا له : حدثنا حديثا ليس فيه زيادة ولا نقصان . فغضب وقال :
إن أحدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته ، فيزيد وينقص .
قلنا : إنما أردنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
قال : أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صاحب لنا قد أوجب - يعني النار - بالقتل ، فقال :
" أعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار " .

وكذا رواه النسائي من حديث إبراهيم بن أبي عبلة ، عن الغريف بن عياش الديلمي ، عن واثلة ، به .

حديث آخر :
قال أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن قيس الجذامي ، عن عقبة بن عامر الجهني : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" من أعتق رقبة مسلمة فهو فداؤه من النار " .

وحدثنا عبد الوهاب الخفاف ، عن سعيد ، عن قتادة قال : ذكر أن قيسا الجذامي حدث عن عقبة بن عامر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار " .

تفرد به أحمد من هذا الوجه .

حديث آخر :
قال الإمام أحمد :
حدثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قالا حدثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي - من بني بجيلة - من بني سليم - عن طلحة - قال أبو أحمد : حدثنا طلحة بن مصرف - عن عبد الرحمن بن عوسجة ، عن البراء بن عازب قال :
جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال :
يا رسول الله ، علمني عملا يدخلني الجنة .
فقال : " لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة . أعتق النسمة ، وفك الرقبة " .
فقال : يا رسول الله ، أوليستا بواحدة ؟
قال : " لا إن عتق النسمة أن تنفرد بعتقها ، وفك الرقبة أن تعين في عتقها . والمنحة الوكوف ، والفيء على ذي الرحم الظالم ; فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع ، واسق الظمآن ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير ".
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) [البلد : 14]

وقوله : ( أو إطعام في يوم ذي مسغبة )
قال ابن عباس :
ذي مجاعة .
وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، وغير واحد . والسغب : هو الجوع .

وقال إبراهيم النخعي :
في يوم الطعام فيه عزيز .

وقال قتادة :
في يوم يشتهى فيه الطعام .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@


( يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ) [البلد : 15]

وقوله : ( يتيما ) أي : أطعم في مثل هذا اليوم يتيما ، ( ذا مقربة ) أي : ذا قرابة منه . قاله ابن عباس ، وعكرمة ، والحسن ، والضحاك ، والسدي . كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد :

حدثنا يزيد ، أخبرنا هشام ، عن حفصة بنت سيرين ، عن سليمان بن عامر قال :
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الصدقة على المسكين صدقة ، وعلى ذي الرحم اثنتان ، صدقة وصلة " .

وقد رواه الترمذي والنسائي وهذا إسناد صحيح .


( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) [البلد : 16]

وقوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) أي : فقيرا مدقعا لاصقا بالتراب ، وهو الدقعاء أيضا .

قال ابن عباس :
( ذا متربة ) هو المطروح في الطريق الذي لا بيت له ، ولا شيء يقيه من التراب - وفي رواية :
هو الذي لصق بالدقعاء من الفقر والحاجة ، ليس له شيء - وفي رواية عنه : هو البعيد التربة .

قال ابن أبي حاتم :
يعني الغريب عن وطنه .

وقال عكرمة :
هو الفقير المديون المحتاج .

وقال سعيد بن جبير :
هو الذي لا أحد له .

وقال ابن عباس ، وسعيد ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان :
هو ذو العيال .

وكل هذه قريبة المعنى .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@
( ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) [البلد : 17]

وقوله : ( ثم كان من الذين آمنوا ) أي :
ثم هو مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة مؤمن بقلبه ، محتسب ثواب ذلك عند الله - عز وجل - . كما قال تعالى :
( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ) [ الإسراء : 19 ]
وقال ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ) الآية [ النحل : 97 ] .

وقوله :
( وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ) أي :
كان من المؤمنين العاملين صالحا ، المتواصين بالصبر على أذى الناس ، وعلى الرحمة بهم . كما جاء في الحديث :
" الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "

وفي الحديث الآخر :
" لا يرحم الله من لا يرحم الناس " .

وقال أبو داود :
حدثنا [ أبو بكر ] بن أبي شيبة ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن ابن عامر عن عبد الله بن عمرو - يرويه - قال :
" من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ، فليس منا ".
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@


( أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) [البلد : 18]

قوله تعالى "أولئك أصحاب الميمنة" أى المتصفون بهذه الصفات من أصحاب اليمين.


( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ) [البلد : 19]

قال "والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة" أي أصحاب الشمال.



( عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ) [البلد : 20]

( عليهم نار مؤصدة ) أي : مطبقة عليهم ، فلا محيد لهم عنها ، ولا خروج لهم منها .

قال أبو هريرة ، وابن عباس ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، ومحمد بن كعب القرظي ، وعطية العوفي ، والحسن ، وقتادة ، والسدي : ( مؤصدة ) أي : مطبقة - قال ابن عباس : مغلقة الأبواب . وقال مجاهد :
أصد الباب بلغة قريش : أي أغلقه .

في ذلك حديث في سورة : ( ويل لكل همزة لمزة )

وقال الضحاك :
( مؤصدة ) حيط لا باب له .

وقال قتادة :
( مؤصدة ) مطبقة فلا ضوء فيها ولا فرج ، ولا خروج منها آخر الأبد .

وقال أبو عمران الجوني :
إذا كان يوم القيامة أمر الله بكل جبار وكل شيطان وكل من كان يخاف الناس في الدنيا شره ، فأوثقوا في الحديد ، ثم أمر بهم إلى جهنم ، ثم أوصدوها عليهم ، أي :
أطبقوها - قال : فلا والله لا تستقر أقدامهم على قرار أبدا ، ولا والله لا ينظرون فيها إلى أديم سماء أبدا ، ولا والله لا تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبدا ، . ولا والله لا يذوقون فيها بارد شراب أبدا . رواه ابن أبي حاتم .

آخر تفسير سورة البلد ولله الحمد والمنة.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@


( وَالْفَجْرِ) [الفجر : 1]

تفسير سورة الفجر وهي مكية .

قال النسائي :
أخبرنا عبد الوهاب بن الحكم ، أخبرني يحيى بن سعيد ، عن سليمان ، عن محارب بن دثار وأبي صالح ، عن جابر قال :
صلى معاذ صلاة ، فجاء رجل فصلى معه فطول ، فصلى في ناحية المسجد ثم انصرف ، فبلغ ذلك معاذا فقال : منافق .
فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأل الفتى ، فقال : يا رسول الله ، جئت أصلي معه فطول علي ، فانصرفت وصليت في ناحية المسجد ، فعلقت ناضحي .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أفتان يا معاذ ؟ أين أنت من ( سبح اسم ربك الأعلى ) ( والشمس وضحاها ) ( والفجر ) ( والليل إذا يغشى ) .

أما الفجر فمعروف ، وهو : الصبح . قاله علي ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والسدي . وعن مسروق ، ومجاهد ، ومحمد بن كعب :
المراد به فجر يوم النحر خاصة ، وهو خاتمة الليالي العشر .

وقيل :
المراد بذلك الصلاة التي تفعل عنده ، كما قاله عكرمة .

وقيل :
المراد به جميع النهار . وهو رواية عن ابن عباس .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )


وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر : 2]
الليالي العشر : المراد بها عشر ذي الحجة . كما قاله ابن عباس ، وابن الزبير ، ومجاهد ، وغير واحد من السلف والخلف . وقد ثبت في صحيح البخاري ، عن ابن عباس مرفوعا : " ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام " - يعني عشر ذي الحجة - قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلا خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع من ذلك بشيء " .

وقيل : المراد بذلك العشر الأول من المحرم ، حكاه أبو جعفر بن جرير ولم يعزه إلى أحد وقد روى أبو كدينة ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( وليال عشر ) قال : هو العشر الأول من رمضان .

والصحيح القول الأول ; قال الإمام أحمد :

حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا عياش بن عقبة ، حدثني خير بن نعيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن العشر عشر الأضحى ، والوتر يوم عرفة ، والشفع يوم النحر " .

ورواه النسائي عن محمد بن رافع وعبدة بن عبد الله ، كل منهما عن زيد بن الحباب ، به ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم ، من حديث زيد بن الحباب ، به وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم ، وعندي أن المتن في رفعه نكارة والله أعلم
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@

(وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) [الفجر : 3]

وقوله : ( والشفع والوتر ) قد تقدم في هذا الحديث أن الوتر يوم عرفة ، لكونه التاسع ، وأن الشفع يوم النحر لكونه العاشر . وقاله ابن عباس ، وعكرمة ، والضحاك أيضا .

قول ثان :
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثني عقبة بن خالد ، عن واصل بن السائب قال :
سألت عطاء عن قوله : ( والشفع والوتر ) قلت : صلاتنا وترنا هذا ؟
قال : لا ولكن الشفع يوم عرفة ، والوتر ليلة الأضحى .

قول ثالث :
قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني ، حدثني أبي ، عن النعمان - يعني ابن عبد السلام - عن أبي سعيد بن عوف ، حدثني بمكة قال :
سمعت عبد الله بن الزبير يخطب الناس ، فقام إليه رجل فقال :
يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن الشفع والوتر .
فقال : الشفع قول الله ، - عز وجل - : ( فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ) والوتر قوله : ( ومن تأخر فلا إثم عليه ) [ البقرة : 203 ] .

وقال ابن جريج :
أخبرني محمد بن المرتفع أنه سمع ابن الزبير يقول :
الشفع أوسط أيام التشريق ، والوتر آخر أيام التشريق .

وفي الصحيحين من رواية أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر " .

قول رابع :
قال الحسن البصري ، وزيد بن أسلم :
الخلق كلهم شفع ، ووتر ، أقسم تعالى بخلقه . وهو رواية عن مجاهد ، والمشهور عنه الأول .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( والشفع والوتر ) قال :
الله وتر واحد ، وأنتم شفع .
ويقال : الشفع صلاة الغداة ، والوتر : صلاة المغرب .

قول خامس :
قال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا عبيد بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد : ( والشفع والوتر ) قال :
الشفع الزوج ، والوتر : الله - عز وجل - .

وقال أبو عبد الله ، عن مجاهد :
الله الوتر ، وخلقه الشفع ، الذكر والأنثى .

وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( والشفع والوتر ) كل شيء خلقه الله شفع ، السماء والأرض ، والبر والبحر ، والجن والإنس ، والشمس والقمر ، ونحو هذا . ونحا مجاهد في هذا ما ذكروه في قوله تعالى : ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) [ الذاريات : 49 ] أي : لتعلموا أن خالق الأزواج واحد .

قول سادس :
قال قتادة ، عن الحسن : ( والشفع والوتر ) هو العدد ، منه شفع ومنه وتر .

قول سابع :
في الآية الكريمة رواه ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق ابن جريج ، ثم قال ابن جرير :
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خبر يؤيد القول الذي ذكرنا عن أبي الزبير :
حدثني عبد الله بن أبي زياد القطواني ، حدثنا زيد بن الحباب ، أخبرني عياش بن عقبة ، حدثني خير بن نعيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر :
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " الشفع اليومان ، والوتر اليوم الثالث " .

هكذا ورد هذا الخبر بهذا اللفظ ، وهو مخالف لما تقدم من اللفظ في رواية أحمد والنسائي وابن أبي حاتم ، وما رواه هو أيضا ، والله أعلم .

قال أبو العالية ، والربيع بن أنس ، وغيرهما :
هي الصلاة ، منها شفع كالرباعية والثنائية ، ومنها وتر كالمغرب ، فإنها ثلاث ، وهي وتر النهار . وكذلك صلاة الوتر في آخر التهجد من الليل .

وقد قال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن عمران بن حصين : ( والشفع والوتر ) قال :
هي الصلاة المكتوبة ، منها شفع ومنها وتر . وهذا منقطع وموقوف ، ولفظه خاص بالمكتوبة . وقد روي متصلا مرفوعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولفظه عام ، قال الإمام أحمد :

حدثنا أبو داود - هو الطيالسي - حدثنا همام ، عن قتادة ، عن عمران بن عصام : أن شيخا حدثه من أهل البصرة ، عن عمران بن حصين : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الشفع والوتر ، فقال : " هي الصلاة ، بعضها شفع ، وبعضها وتر " .

هكذا وقع في المسند ، وكذا رواه ابن جرير عن بندار ، عن عفان وعن أبي كريب ، عن عبيد الله بن موسى ، كلاهما عن همام - وهو ابن يحيى - عن قتادة ، عن عمران بن عصام ، عن شيخ ، عن عمران بن حصين وكذا رواه أبو عيسى الترمذي ، عن عمرو بن علي ، عن ابن مهدي وأبي داود ، كلاهما عن همام ، عن قتادة ، عن عمران بن عصام ، عن رجل من أهل البصرة ، عن عمران بن حصين ، به . ثم قال : غريب ، لا نعرفه إلا من حديث قتادة ، وقد رواه خالد بن قيس أيضا عن قتادة .

وقد روي عن عمران بن عصام ، عن عمران نفسه ، والله أعلم .

قلت :
ورواه ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان الواسطي ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا همام عن قتادة ، عن عمران بن عصام الضبعي - شيخ من أهل البصرة - عن عمران بن حصين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره ، هكذا رأيته في تفسيره ، فجعل الشيخ البصري هو عمران بن عصام [ الضبعي ] .

وهكذا رواه ابن جرير : حدثنا نصر بن علي ، حدثني أبي ، حدثني خالد بن قيس ، عن قتادة ، عن عمران بن عصام ، عن عمران بن حصين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الشفع والوتر قال : " هي الصلاة منها شفع ، ومنها وتر " .

فأسقط ذكر الشيخ المبهم ، وتفرد به عمران بن عصام الضبعي أبو عمارة البصري ، إمام مسجد بني ضبيعة وهو والد أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي . روى عنه قتادة ، وابنه أبو جمرة والمثنى بن سعيد ، وأبو التياح يزيد بن حميد . وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وذكره خليفة بن خياط في التابعين من أهل البصرة ، وكان شريفا نبيلا حظيا عند الحجاج بن يوسف ، ثم قتله يوم الزاوية سنة ثلاث وثمانين لخروجه مع ابن الأشعث ، وليس له عند الترمذي سوى هذا الحديث الواحد . وعندي أن وقفه على عمران بن حصين أشبه ، والله أعلم .

ولم يجزم ابن جرير بشيء من هذه الأقوال في الشفع والوتر .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ) [الفجر : 4]

وقوله :
( والليل إذا يسر ) قال العوفي ، عن ابن عباس : أي إذا ذهب .

وقال عبد الله بن الزبير :
( والليل إذا يسر ) حتى يذهب بعضه بعضا .

وقال مجاهد ، وأبو العالية ، وقتادة ، ومالك ، عن زيد بن أسلم وابن زيد :
( والليل إذا يسر ) إذا سار .

وهذا يمكن حمله على ما قاله ابن عباس ، أي : ذهب . ويحتمل أن يكون المراد إذا سار ، أي : أقبل .
وقد يقال : إن هذا أنسب ; لأنه في مقابلة قوله : ( والفجر ) فإن الفجر هو إقبال النهار وإدبار الليل ، فإذا حمل قوله : ( والليل إذا يسر ) على إقباله كان قسما بإقبال الليل وإدبار النهار ، وبالعكس ، كقوله : ( والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس ) [ التكوير : 17 ، 18 ] . وكذا قال الضحاك : ( [ والليل ] إذا يسر ) أي : يجري .

وقال عكرمة : ( والليل إذا يسر ) يعني : ليلة جمع . رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم .

ثم قال ابن أبي حاتم :
حدثنا أحمد بن عصام ، حدثنا أبو عامر ، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو قال :
سمعت محمد بن كعب القرظي ، يقول في قوله : ( والليل إذا يسر ) قال : اسر يا سار ولا تبين إلا بجمع .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ) [الفجر : 5]

وقوله : ( هل في ذلك قسم لذي حجر ) أي : لذي عقل ولب وحجا [ ودين ] وإنما سمي العقل حجرا لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال ، ومنه حجر البيت لأنه يمنع الطائف من اللصوق بجداره الشامي . ومنه حجر اليمامة ، وحجر الحاكم على فلان : إذا منعه التصرف ، ( ويقولون حجرا محجورا ) [ الفرقان : 22 ] ، كل هذا من قبيل واحد ، ومعنى متقارب ، وهذا القسم هو بأوقات العبادة ، وبنفس العبادة من حج وصلاة وغير ذلك من أنواع القرب التي يتقرب بها [ إليه عباده ] المتقون المطيعون له ، الخائفون منه ، المتواضعون لديه ، الخاشعون لوجهه الكريم.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ) [الفجر : 6]

ولما ذكر هؤلاء وعبادتهم وطاعتهم قال بعده : ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد ) وهؤلاء كانوا متمردين عتاة جبارين ، خارجين عن طاعته مكذبين لرسله ، جاحدين لكتبه . فذكر تعالى كيف أهلكهم ودمرهم ، وجعلهم أحاديث وعبرا ، فقال : ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد ) وهؤلاء عاد الأولى ، وهم أولاد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح ، قاله ابن إسحاق وهم الذين بعث الله فيهم رسوله هودا ، عليه السلام ، فكذبوه وخالفوه ، فأنجاه الله من بين أظهرهم ومن آمن معه منهم ، وأهلكهم بريح صرصر عاتية ، ( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية ) [ الحاقة : 7 ، 8 ] وقد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع ، ليعتبر بمصرعهم المؤمنون .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ) [الفجر : 7]

فقوله تعالى : ( إرم ذات العماد ) عطف بيان ; زيادة تعريف بهم .

وقوله : ( ذات العماد ) لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التي ترفع بالأعمدة الشداد ، وقد كانوا أشد الناس في زمانهم خلقة وأقواهم بطشا ، ولهذا ذكرهم هود بتلك النعمة وأرشدهم إلى أن يستعملوها في طاعة ربهم الذي خلقهم ، فقال : ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله [ لعلكم تفلحون ] ) [ الأعراف : 69 ] .
وقال تعالى : ( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة ) [ فصلت : 15 ] .
وقال هاهنا : ( التي لم يخلق مثلها في البلاد ) أي : القبيلة التي لم يخلق مثلها في بلادهم ، لقوتهم وشدتهم وعظم تركيبهم .

قال مجاهد : إرم : أمة قديمة . يعني : عادا الأولى ، كما قال قتادة بن دعامة ، والسدي : إن إرم بيت مملكة عاد . وهذا قول حسن جيد قوي .

وقال مجاهد ، وقتادة ، والكلبي في قوله : ( ذات العماد ) كانوا أهل عمود لا يقيمون .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : إنما قيل لهم : ( ذات العماد ) لطولهم .

واختار الأول ابن جرير ، ورد الثاني فأصاب.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@


( الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) [الفجر : 8]

وقوله : ( التي لم يخلق مثلها في البلاد ) أعاد ابن زيد الضمير على العماد ; لارتفاعها ، وقال :
بنوا عمدا بالأحقاف لم يخلق مثلها في البلاد .
وأما قتادة وابن جرير فأعاد الضمير على القبيلة ، أي :
لم يخلق مثل تلك القبيلة في البلاد ، يعني في زمانهم .
وهذا القول هو الصواب ، وقول ابن زيد ومن ذهب مذهبه ضعيف ; لأنه لو كان أراد ذلك لقال :
التي لم يعمل مثلها في البلاد ، وإنما قال : ( لم يخلق مثلها في البلاد )

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثنا معاوية بن صالح ، عمن حدثه ، عن المقدام ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر إرم ذات العماد فقال :
" كان الرجل منهم يأتي على صخرة فيحملها على الحي فيهلكهم " .

ثم قال ابن أبي حاتم :
حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أبو الطاهر ، حدثنا أنس بن عياض ، عن ثور بن زيد الديلي . قال :
قرأت كتابا - قد سمى حيث قرأه - :
أنا شداد بن عاد ، وأنا الذي رفعت العماد ، وأنا الذي شددت بذراعي نظر واحد ، وأنا الذي كنزت كنزا على سبعة أذرع ، لا يخرجه إلا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - .

قلت :
فعلى كل قول سواء كانت العماد أبنية بنوها ، أو أعمدة بيوتهم للبدو ، أو سلاحا يقاتلون به ، أو طول الواحد منهم - فهم قبيلة وأمة من الأمم ، وهم المذكورون في القرآن في غير ما موضع ، المقرونون بثمود كما هاهنا ، والله أعلم . ومن زعم أن المراد بقوله : ( إرم ذات العماد ) مدينة إما دمشق ، كما روي عن سعيد بن المسيب وعكرمة ، أو إسكندرية كما روي عن القرظي أو غيرهما ، ففيه نظر ، فإنه كيف يلتئم الكلام على هذا :
( ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد ) إن جعل ذلك بدلا أو عطف بيان ، فإنه لا يتسق الكلام حينئذ . ثم المراد إنما هو الإخبار عن إهلاك القبيلة المسماة بعاد ، وما أحل الله بهم من بأسه الذي لا يرد ، لا أن المراد الإخبار عن مدينة أو إقليم .

وإنما نبهت على ذلك لئلا يغتر بكثير مما ذكره جماعة من المفسرين عند هذه الآية ، من ذكر مدينة يقال لها : ( إرم ذات العماد ) مبنية بلبن الذهب والفضة ، قصورها ودورها وبساتينها ، وإن حصباءها لآلئ وجواهر ، وترابها بنادق المسك ، وأنهارها سارحة ، وثمارها ساقطة ، ودورها لا أنيس بها ، وسورها وأبوابها تصفر ، ليس بها داع ولا مجيب . وأنها تنتقل فتارة تكون بأرض الشام ، وتارة باليمن ، وتارة بالعراق ، وتارة بغير ذلك من البلاد - فإن هذا كله من خرافات الإسرائيليين ، من وضع بعض زنادقتهم ، ليختبروا بذلك عقول الجهلة من الناس أن تصدقهم في جميع ذلك .

وذكر الثعلبي وغيره أن رجلا من الأعراب - وهو عبد الله بن قلابة - في زمان معاوية ذهب في طلب أباعر له شردت ، فبينما هو يتيه في ابتغائها ، إذ طلع على مدينة عظيمة لها سور وأبواب ، فدخلها فوجد فيها قريبا مما ذكرناه من صفات المدينة الذهبية التي تقدم ذكرها ، وأنه رجع فأخبر الناس ، فذهبوا معه إلى المكان الذي قال فلم يروا شيئا .

وقد ذكر ابن أبي حاتم قصة ( إرم ذات العماد ) هاهنا مطولة جدا ، فهذه الحكاية ليس يصح إسنادها ، ولو صح إلى ذلك الأعرابي فقد يكون اختلق ذلك ، أو أنه أصابه نوع من الهوس والخبال فاعتقد أن ذلك له حقيقة في الخارج ، وليس كذلك . وهذا مما يقطع بعدم صحته . وهذا قريب مما يخبر به كثير من الجهلة والطامعين والمتحيلين ، من وجود مطالب تحت الأرض ، فيها قناطير الذهب والفضة ، وألوان الجواهر واليواقيت واللآلئ والإكسير الكبير ، لكن عليها موانع تمنع من الوصول إليها والأخذ منها ، فيحتالون على أموال الأغنياء والضعفة والسفهاء ، فيأكلونها بالباطل في صرفها في بخاخير وعقاقير ، ونحو ذلك من الهذيانات ، ويطنزون بهم . والذي يجزم به أن في الأرض دفائن جاهلية وإسلامية وكنوزا كثيرة ، من ظفر بشيء منها أمكنه تحويله فأما على الصفة التي زعموها فكذب وافتراء وبهت ، ولم يصح في ذلك شيء مما يقولون إلا عن نقلهم أو نقل من أخذ عنهم ، والله سبحانه وتعالى الهادي للصواب .

وقول ابن جرير :
يحتمل أن يكون المراد بقوله : ( إرم ) قبيلة أو بلدة كانت عاد تسكنها فلذلك لم تصرف فيه نظر ; لأن المراد من السياق إنما هو الإخبار عن القبيلة ، ولهذا قال بعده.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ) [الفجر : 9]

(وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ) يعني : يقطعون الصخر بالوادي . قال ابن عباس :
ينحتونها ويخرقونها . وكذا قال مجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، وابن زيد . ومنه يقال :
" مجتابي النمار " . إذا خرقوها ، واجتاب الثوب : إذا فتحه . ومنه الجيب أيضا .
وقال الله تعالى :
( وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ) [ الشعراء : 149 ] .
وأنشد ابن جرير وابن أبي حاتم هاهنا قول الشاعر :

ألا كل شيء - ما خلا الله - بائد كما باد حي من شنيف ومارد
هم ضربوا في كل صماء
صعدة بأيد شداد أيدات السواعد

وقال ابن إسحاق :
كانوا عربا ، وكان منزلهم بوادي القرى . وقد ذكرنا قصة " عاد " مستقصاة في سورة " الأعراف " بما أغنى عن إعادته .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,168
مستوى التفاعل
10,555
مجموع اﻻوسمة
12
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ) [الفجر : 10]

وقوله :
( وفرعون ذي الأوتاد ) قال العوفي ، عن ابن عباس : الأوتاد : الجنود الذين يشدون له أمره .
ويقال : كان فرعون يوتد أيديهم وأرجلهم في أوتاد من حديد يعلقهم بها .
وكذا قال مجاهد : كان يوتد الناس بالأوتاد .
وهكذا قال سعيد بن جبير ، والحسن ، والسدي .
قال السدي : كان يربط الرجل ، كل قائمة من قوائمه في وتد ثم يرسل عليه صخرة عظيمة فتشدخه .

وقال قتادة : بلغنا أنه كانت له مطال وملاعب ، يلعب له تحتها ، من أوتاد وحبال .

وقال ثابت البناني ، عن أبي رافع :
قيل لفرعون ( ذي الأوتاد ) ; لأنه ضرب لامرأته أربعة أوتاد ، ثم جعل على ظهرها رحى عظيمة حتى ماتت .
 
Comment

sitemap      sitemap

أعلى