-
- إنضم
- 6 يناير 2022
-
- المشاركات
- 17,350
-
- مستوى التفاعل
- 10,144
- مجموع اﻻوسمة
- 10
قالوا
الأدب الصغير لابن المقفع
الاقتداء بالصالحين:
ومن أخذ كلامًا حسنًا عن غيره، فتكلم به في موضعه, وعلى وجهه، فلا ترين عليه في ذلك ضؤولة ( 1 )، فإنه من أعين على حفظ كلام المصيبين، وهدي للاقتداء بالصالحين، ووفق للأخذ عن الحكماء، ولا عليه أن لا يزداد، فقد بلغ الغاية، وليس
******
1- ضؤولة: أراد حطة شأن.
-----------------------------
(ص: 14)
بناقصه في رأيه, ولا غامطه ( 1 ) من حقه أن لا يكون هو استحدث ذلك وسبق إليه. فإنما إحياء العقل الذي يتم به, ويستحكم: خصال سبع:
الإيثار بالمحبة.
والمبالغة في الطلب.
والتثبت في الاختيار
والاعتياد للخير
وحسن الرعي
والتعهد لما اختير واعتقد
ووضع ذلك موضعه قولًا وعملًا.
أما المحبة فإنها تبلغ المرء مبلغ الفضل في كل شيء من أمر الدنيا والآخرة حين يؤثر بمحبته, فلا يكون شيء أمرأ ( 2 ) , ولا أحلى عنده منه.
وأما الطلب، فإن الناس لا يغنيهم حبهم ما يحبون, وهواهم ما يهوون عن طلبه وابتغائه, ولا تدرك لهم بغيتهم, ونفاستها في أنفسهم، دون الجد والعمل.
وأما التثبت والتخير، فإن الطلب لا ينفع إلا معه وبه, فكم من طالب رشد, وجده والغي معًا، فاصطفى منهما الذي منه هرب، وألغى الذي إليه سعي، فإذا كان الطالب يحوي غير ما يريد، وهو لا يشك في الظفر، فما أحقه بشدة التبين وحسن الابتغاء!
******
1- غمطه حقه: نقصه إياه.
2- أمرأ، أفعل مرأ الطعام: ساغ من غير غصص.
الاقتداء بالصالحين:
ومن أخذ كلامًا حسنًا عن غيره، فتكلم به في موضعه, وعلى وجهه، فلا ترين عليه في ذلك ضؤولة ( 1 )، فإنه من أعين على حفظ كلام المصيبين، وهدي للاقتداء بالصالحين، ووفق للأخذ عن الحكماء، ولا عليه أن لا يزداد، فقد بلغ الغاية، وليس
******
1- ضؤولة: أراد حطة شأن.
-----------------------------
(ص: 14)
بناقصه في رأيه, ولا غامطه ( 1 ) من حقه أن لا يكون هو استحدث ذلك وسبق إليه. فإنما إحياء العقل الذي يتم به, ويستحكم: خصال سبع:
الإيثار بالمحبة.
والمبالغة في الطلب.
والتثبت في الاختيار
والاعتياد للخير
وحسن الرعي
والتعهد لما اختير واعتقد
ووضع ذلك موضعه قولًا وعملًا.
أما المحبة فإنها تبلغ المرء مبلغ الفضل في كل شيء من أمر الدنيا والآخرة حين يؤثر بمحبته, فلا يكون شيء أمرأ ( 2 ) , ولا أحلى عنده منه.
وأما الطلب، فإن الناس لا يغنيهم حبهم ما يحبون, وهواهم ما يهوون عن طلبه وابتغائه, ولا تدرك لهم بغيتهم, ونفاستها في أنفسهم، دون الجد والعمل.
وأما التثبت والتخير، فإن الطلب لا ينفع إلا معه وبه, فكم من طالب رشد, وجده والغي معًا، فاصطفى منهما الذي منه هرب، وألغى الذي إليه سعي، فإذا كان الطالب يحوي غير ما يريد، وهو لا يشك في الظفر، فما أحقه بشدة التبين وحسن الابتغاء!
******
1- غمطه حقه: نقصه إياه.
2- أمرأ، أفعل مرأ الطعام: ساغ من غير غصص.