يتحدثنّ عنها نسوةُ الحي ، إنها فريدةٌ يَقلنّ مُحتشمة وخَجولة كأن وُجهها البدر مُرصع بأزهارٍ من التُوليب ، تعرفها شوارعَ المدينة كُلها ففي مبسمها كل أركانُ الحُب والسلام
إنها في أشدِّ الإحتياج لمَن يفهمها دونَ شرح، لمَن يلتمِس لها فوق السبعينَ عُذرًا خلفتهُم خيباتٌ مضت، لمن يتحمَّل عبء تقلُبَات مزاجيتها دون شكوى أو ملل، لمَن يُعِيد لها ثقتها في الناس كونهم يدَّعون الخير ولا تجده، إنها بحاجة لمن يُرجِع لها النُسخة القديمة منها بغير شرحٍ أو فهمٍ أو جدل ، هي في حاجة لذلك كُله، وبرغم ذلك تجدها سندًا لكل من يسقُط أو يقع، دون أن تنتظر شكرًا أو مُقابل، فسُبحان الذي جعل فاقد الشيء يُعطيه..!
كانت أنثى من تُوليب بحق ، تنطق الكلام مثلما ينقل عازف الكمان أصابعه بدقة وحذر ، كانت أهداب عينيها تخفي خلفها بريق يشبه النجوم في ليلة صيفية ، وكانت العصافير ترقص زهواً وعشقاً فوق أغصان جمالها الزاهي
إمكانية أن تكون محبوباً من جميع البشر شيء مُستحيل ، كلٌ يراك من خلال ما يحب هو أن يشاهد ، عليك أن تخرج جوهرك وماتحمله بداخلك من نقاء ، أن تكون راضياً عن نفسك قبل أن يرضى عنك الأخرين ..
_ صباح البهجة , والكثير من التفاؤل