المرأة المعقدة
اخي الكريم لقد تكلمت عن هذه المرأة باوصاف فيها غلو وصفات فيها مغالاة فـ حقيقة لا اعلم ماهي الدلائل التي استندت عليها في وصفك لها بتلك الصفات بينما هي في الاصل امراة طبيعية لديها خلق مكروه جَعَلْتَ منه كراهية لتلك المراة فان كانت من اختار تلك الصفة لنفسها عن سبق اصرار وترصد افسحت مساحة منفردة لنقاش هذا الامر وان كانت تلك الصفة جانب مظلم في خَلْقِهَا فشانها شان ما في النساء من جوانب مظلمة اتًفَقَتْ فيها او اختلفت وعلاجها بالنظر الى الجانب المضئ من خلق متعدد استنادا لما جاء في الحديث ((( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ ))) هذا من الناحية العدلية لمخلوق كرمه خالقه .
اما من ناحية العقل والمنطق فلعل ماذكره الاخ راشد بقوله ((( بل تركز على الأهداف الكبيرة أو الأبعاد الأعمق للمواقف ))) اقرب لواقع هذه المراة المعقدة بسبب الغيرة الناتجة من عدم الثقة التي تتسبب في ردات فعل عنيفة ومتسرعة وليس لاي سبب اخر من شك وما شابهه ولهذا تشير الدراسات النفسية الى ان هذه المراة اصدق في مشاعرها تجاه الرجل اذا استطاع العبور الى محيطها الخاص المتمثل في توفير الامان والراحة النفسية لها وهي هنا كما الرجل مع زوجة يسكن اليها تعبر الى محيطه الخاص فتحميه من الفتنة وتستره من تبعاتها وتغمره بالاشباع والطمانينة وزوجة يسكن معها في محيط لا تعبر اليه تحوم حول الحمى توشك ان تقع فيه ولو تتبعنا اوصاف الخلق لهذا المخلوق لوجدنها مبتغى رغبة وهوى نفس لاتمت لكراهية اوصافها الشرعية من النائحة والمتوشمة والمتشبهة بالرجال وغيرها بصلة فمن يدري فقد تكون تلك المعقدة بما ذكرت اقرب الى الله من غيرها فالحديث في هذا الامر يحتاج النظر اليه من جميع جوانبه
هذا ما تيسر بيانه اسال الله التوفيق والسداد في القول والعمل

قرأت ردّك بتأنٍّ… ولمست فيه نُبلاً في النية، وسعيًا للإنصاف، وأحسبك ما كتبت إلا رغبةً في تقريب الصورة لا تعكيرها، وأنا أقدّر ذلك.
لكن دعني أوضّح ما فاتك…
حين نتحدث عن “المرأة المعقّدة”، لا نقصِد وصمها أو الحُكم عليها، بل نحاول فهم ظاهرة شعورية تمسّ طرفًا فينا وطرفًا فيها.
نحن لا نتكلم عن “خلق مكروه” نريد أن نُدين من تحمله، بل نصف حالة وجدانية تراكمت من جروح، ومن ردود أفعال، ومن حاجات لم تُفهَم.
وإذا قلتُ عنها “معقّدة”، فأنا لا أُقصيها من محيط الإنسانية ولا من رحمات الله…
بل أقول: هذه امرأة تحمل جهاز إنذار داخلي لا يصمت، تقرأ في كل تقرّب تهديدًا، وفي كل حنان نية مبيّتة، وفي كل صدقٍ فخًا مؤجلًا.
هذه المرأة تحتاج من يفهمها قبل أن يحبها، ومن يصبر على لغتها الغامضة لا ليترجمها، بل ليطمئنها.
أما استشهادك بقول النبي عليه الصلاة والسلام: “لا يفرك مؤمن مؤمنة…” فهو عين الرحمة…
لكن حتى هذا الحديث لا يلغي أن للمؤمن حق في أن يَشكو، أن يبحث، أن يَعرف من الذي أمامه، لا ليرفضه، بل ليفهمه.
ثم صدّقني…
أنا لا أطرح القضية لأجل الجدل، بل لأنني عشت هذا النوع من النساء.
نساءٌ إذا اقتربتَ احترقت، وإذا ابتعدتَ اشتقت…
نساءٌ لا يكشفن عن أرواحهن إلا في لحظة نادرة، ثم يُغلقن الأبواب كأن شيئًا لم يكن.
هذه المرأة ليست شيطانًا ولا قديسة…
لكنها شخص مرهق بالعاطفة… يحتاج أحدًا لا ليحلّه، بل ليهدأ معه.
وإن كنتَ تراها “طبيعية” جدًا، فأنت محظوظ، لأنك لم تُجرّب كيف يكون الحب معها…
ولا بأس بذلك، لكن لا تطالبنا أن نُخفي ارتباكنا باسم الإنصاف، أو نُعطّل أسئلتنا باسم
“الخلق الكريم”.
دمتَ عزيزًا، والنقاش بك أجمل.
وأشكر صدقك حتى في خلافك
.
Comment
في ردّك هذا، لم أقرأ تعليقًا عابرًا بقدر ما استمعتُ لصوتٍ يخرج من موضعٍ عميق في الذاكرة، وكأن الكلمات قد كُتبت بالنبض لا بالحبر…
لقد عرضتِ نماذجَ واقعيةً من الألم، لا تحمل الترف الفكري بل مرارة التجربة، وكنتِ حريصة على أن لا تُقدّمي حكمًا قاسيًا ولا تبريرًا مجانيًا، بل سردًا متزنًا يعترف بالأسباب، ثم يذكّر بأن الطريق السليم ما زال قائمًا لمن شاء الخروج من التعقيد.
وهذا، بحدّ ذاته، ما يجعل طرحك مختلفًا… فحين يُمسك أحدنا بالقلم في المواضع الشائكة، يصعب أن يكون عادلًا وعاطفيًا معًا — لكنكِ فعلتِ.
أحببتُ ختامك، وتقديرك للموضوع ولمَن دعمه، وفي هذا دلالةُ قلبٍ يعرف كيف يصون الجميل.
شكرًا لحضوركِ الثاني، الذي بدا أقوى من الأول…
وصدّقيني: في الغابة، الأصوات الصادقة لا تحتاج لرفع نبرة كي تُسمَع، يكفيها أن تُكتب بهذا النقاء