-
- إنضم
- 2 يونيو 2024
-
- المشاركات
- 3,931
-
- مستوى التفاعل
- 2,306
-
- العمر
- 41
-
- الإقامة
- في عالم موازي
- مجموع اﻻوسمة
- 10
الصفقة الكاملة 🤝
هنا يحدث الخلل في الحسابات؛ أنت ترى “البضاعة” التي ظهرت لك، لكنك لا ترى “الفاتورة” التي دُفعت — ولا تزال تُدفع — في الخفاء. تقارن نعمتك بواجهته، لا بحقيقته.
أن العطاء والمنع موزّعان بميزانٍ دقيق؛ فلا يجتمع للإنسان كلّ شيء، ولا يُسلب كلّ شيء. الحياة لا تُعطى عادةً “قطعةً قطعة”… بل تأتي غالبًا بحزمة كاملة.
تخيّل أن تُعرض عليك حياةُ من تحسده بشرطٍ واحد: أن تأخذها كلّها… بحلوها ومرّها. أن تأخذ ماله… ومعه قلقًا مزمنًا لا يفارقه. أن تأخذ جمالها… ومعه ضيقًا لا تُخبر به أحدًا. أن تأخذ شهرته… ومعها انعدامَ الخصوصية وتوجّسًا دائمًا من السقوط.
غالبًا ستعود مُسرعًا إلى حياتك القديمة، لا لأن حياتك كاملة… بل لأنها مُفصّلة على طاقتك. وستحمد الله على سترٍ كنتَ تظنه حرمانًا.
الناس بارعون في إظهار المكاسب، وأشدّ براعةً في إخفاء الخسائر. البيوت أسرار، والقلوب خزائن، ووراء كل بابٍ مغلق حكايةٌ لو عُرفت لخفّ الحسد، وبكى القلب حياءً من ظنونه.
الحسد قِصرُ نظر؛ يلتقط نقطةً لامعة ويغفل عن محيطها. أمّا الرضا فهو رؤيةٌ أشمل: أن تفهم أن الله وزّع الأرزاق والابتلاءات بحكمة؛ فأعطى هنا ومنع هناك، لتقوم القلوب على الاتزان لا على المقارنة.
لا تُرهق نفسك بمراقبة الواجهات؛ فالواجهة لا تقول الحقيقة. ولا تتمنَّ “نِعَم الناس” ما دمت لا تعرف أثمانها. الله قدّر لك حياتك وابتلاءك ونعمتك على مقاس قدرتك أنت، وما خفي عنك من لطفه أكثر مما ظهر لك.
اسم الموضوع : الصفقة الكاملة 🤝
|
المصدر : المنتدي العام


