هي - و إن كانت معي - دوما توحشني
و روحي في ظمإ إليها .
كالاسماك إذا خرجت من الماء .
اعشعش في وجدانها ، و اسكن عينيها ، أو هكذا يخيل إلي .
فإذا افترقنا في دروب الحياة اليومية ، صحبني قرينها .
فيوشوش في أذني أن قد عادت فاعود .
و يرسل لي رسائل وحشتها إلي ، و اشتياقها ، كما اشتاقها . فتجمعنا الوحشة و الشوق ، فنحث الخطى ، و الزمن ليجمعنا .
و يهزأ الزمن بنا ، و يمد لسانه غيظا ، و كيدا بنا ، أو ربما حسدا من عند نفسه .
فإذا جاء رنين صوتها عبر الأثير - و احيانا يشبه لي - تلفتت كل حواسي ، و توقف موضع النبض مني . و تكهربت اعصاب الحياة داخلي ، فصرت كمن اصابه مس ، أو جنون مفاجئ ، فانفصل عن العالم حوله إلا صوتها .
أما إذا قدمت رسالة لجوالي من جوالها ، احس بطربه ، و انتشائه ، و فرحه ، و سروره . فأغير منه . للسعادة التي غمرته . و الغريب - دون كل الرسائل - يصر أن لا يفتحها إلا بعد أن انتظره حينا من الدهر لم يكن قيصرا . فاغبطه .
باختصار شديد هي جل حياتي ، ماضيها ، و حاضرها ، و ما هو آتي