رضا التركي
قيس الغابة
عندما لم نكن هنا .. بدأت حكايتنا( رضا & حياة )
حياةٌ أمرتِ القلبَ جاءكِ طائعًاكــ الحلم البعيد المنال ..
هي حكايتنا ..
و كلما حزمنا أمتعة القلب و اتخذنا القرار للرحيل إلينا .. استطالت مسافة البعد ..
و كأن حلمنا يفرّ منا .. كلما أبصر لهفتنا إليه و عليه !
حتى أصاب أقدامنا .. لعنة الخمول
كلما قطعنا مسافة من العمر .. و ما نحن ببالغِي رعشة ورق في موسم خريف يستعر حنيناً ..
مؤلم يا رضا .. أن تًقيّدنا أوهامنا عن نيل أحلامنا الهيّنة ..
لا أدري ماالأصعب في هذه الحياة .. أن تحتلّ أرضاً .. أم تغلِب واقعاً ..
و نحن نشاهد ما يدور من حولنا ..
فإن سلب الناس أرواحهم و ممتلكاتهم .. بات أسهل من أن ترفض واقعكَ و تسعى خلف حلمكَ ..
كيف و أحلامنا لا تتجاوز فكرة .. العيش بسلام في ظل قلب يحبكَ و يرعاك .. و يكفيك شرّ العوز
نحن نسعى خلف ما يسد رمق هذا الجسد .. لكن ماذا عن رمق القلب و الروح ..
هذا الحب .. يُشعرنا بالغنى .. و امتلاك الكون بما نحن بحاجته فعلاً .. و ليس من أجل الرفاهية .. أو التباهي !!
وددت لو أن أنفاس صدري المتعب تُسعفني لأغني : أنا لحبيبي و حبيبي إلي !!
حتى لو كان هذا الحبيب بعيداً عن ناظري .. إلا أنه ماثلاً أمام ناظري الروح .. و يسعى ذهاباً و جيئة أمام عيون القلب !
إييه .. حين غنّت نجاة : عيون القلب سهرانة ما بتنامشِ !
هي عيون قلبي .. مسهدة يجافيها الكرى !
يلبِّي نــــداءًا من لدنكِ ســريعُ
وحسبي منَ الأمرِ المطاعِ أنَّني
لما تأمـــرينَ القلبَ فهْوَ يطيعُ
لديَّ منَ الأشواقِ ما هوَ قاتلٌ
فهل شوقُ قلبي للوصالِ شفيعُ؟
غدوًَّا إليكِ اليومَ فكري وجيئةً
فبالطَّيفِ إنِّي ذو رضىً وقنوعُ
ويركنُ قلبي من هواهُ بساحةٍ
بها أنتِ والقلبُ المعنَّى سميعُ
لكلِّ حروفِ الشَّوقِ حينَ ندائها
يصيبُ فؤادينــــا هوىً وخشوعُ
أعظِّمُ ذكراكِ الغداةَ بمهجةٍ
وعينا هيامي ما لهنَّ هجوعُ
ومالي إزاءَ الحبِّ حولٌ وقوَّةٌ
ورغبةُ قلبٍ من سواكِ جزوعُ
فدونكِ ليلٌ قد تعاظمَ طولهُ
وتاركُ قلبي من هواكِ صريعُ
وأمنيةٌ سادت على القلبِ عمرهُ
وإنِّي بها ما دام قلبي صديعُ
فإن شئتِ هذا القلبُ لكِ ماثلٌ
بما قد أمرتيهِ الجوابُ سريعُ
بأكنافكِ تغدو المساحةُ جنَّةً
عبيــــرٌ وزهـــرٌ قد غدا وربيعُ
بحر الطويل
Comment
بوجودكم و متابعتكم و تعليقاتكم يا مداح القمر .. نستمر و نندفع للمزيد
شكراً لك و للشاعر المتألق