المحبرة التي لا تنتهي,

[موسيقار الكلمة]

كل محابر المعنى
تعيش في دمي
ما بين القلب
حين ينزف
وفي أواخر معصمي ..

 

[مجدنوف]

في محبرة الوجد الواحدة
كتبتكِ على حدود أوراق
العشق شاهدة
تتلو اسمكِ كلما مرّ النسيمُ على جرحٍ قديم
وتنقشكِ الغيمةُ حين يضيق بها المطرُ عن البوح

أودعتكِ في سطرٍ لا ينتهي
كأنكِ نَفَسُ القصيدة حين يختنق المعنى
كأنكِ ظلُّ الحرف حين يهرب من الضوء

 

[كلستان]

لا تنتهي المحبرة ما دام في الرمق حياة

 

[تراتيل حرف]

ما دامت المحبرة تنبض بالحبر،
ستظل الحروف تكتب حكايات القلب .

 

[رضا التركي]

والمحابر كثيرة
تتقافز أيهنَّ تكتب
بأحد ألوان الحب
فالأبيض يتماشى
مع نقاء تلك الروح
والأحمر كذلك يتناسب
مع تورُّد وجنتيك

 

[مجدنوف]

,


كأنني أكتب لأُمسك بالغياب
وأربّي فراغًا يتكاثر بين السطور
كل كلمة تخرج منّي كخطوة في متاهة
وكل سطر يفتح بابًا على بابٍ آخر
كأن الحبر يعلّمني أنّ النهاية وهم
وأن الدرب لا يقود إلى وصولٍ قطعي
بل إلى ارتجافٍ أبديّ يجاور اليقين

أنا لا أكتب لأُفسّر العالم
بل لأتركه يتنفس في لغتي
ككائنٍ مدهوشٍ بوجوده
يخاف أن يختفي إن سكت

المحبرة لا تجف
لأنها ليست ملكي وحدي
إنها ميراثُ الحيرة
وسيرةُ الذين كتبوا قبل أن يولد الحبر
وستظل تفيض
حتى حين يتوقف جسدي عن حمل القلم !



,

 

[روح أنثى]

من محابر عيني
كتبتك ذات وهلة
فأصبحت الدنيا
في عين روحي
سهلة ..

 

[أحمد الزين]

لم تكن
تلك المحابر
سوى مقابر
لجثامين الأحلام
وبلا أتربة.

 

[تراتيل حرف]

حين يفيض الحبر،
لا يكتب القلم..
بل يبكي بلسانٍ آخر.

..

 

[زهرة]

في محابرِ الحبّ،
أنتَ تساوي
نبضاتِ القلبِ حينَ فرح,.
أمّا حينَ حزن
فلا شيء يُعادلك...
كزهرةٍ تُقاوِمُ ذُبولَها بالنور.,

 

[موسيقار الكلمة]

حينَ يغمرني اسمُكِ
تتراقصُ الألحانُ في دمي
ويُزهرُ الحرفُ في فمي
كأنّكِ نغمةُ البدءِ في أغنيتي
كأنّكِ مطرٌ يُغني ظمأي

 

[تراتيل حرف]

المحبـرةُ التي لا تنتهي…
هي قلبي حين يكتبك،
حبرها دمعي، وأوراقها لياليّ الطويلة،
كلما حاولتُ أن أختم السطر الأخير
انبثق اسمك من بين أصابعي
كطفلٍ عنيدٍ لا يعرف النهاية.

~

 

[تذكار]

ما زالت المحابر تفيض
بمرادفٍ ونقيض
كأنها لم تكتفِ بالحبر،
بل تفرغُ الذاكرةَ على الورق،
تُسائلُ المعنى في ممراته الضيقة،
وتُراوغُ الضوءَ حين يظن أنه كشفَ السرّ.

تكتبُ لا لتبوح،
بل لتُخلخلَ السكونَ في قلب الأبجدية،
وتُعيد ترتيبَ الفوضى في جملةٍ واحدة،
كأنّ كلّ بيتٍ هو محاولةٌ لفهم الصمت،
وكلّ فاصلةٍ هي ارتباكُ المعنى
حين يحدّق في المرآة.

تفيضُ المحابرُ،
لا لأنّها ممتلئة،
بل لأنّها لا تعترف بلغة الصمت.

 

[ميس]

تمتدّ بي كما يمتدُّ الظلّ حين تغيبُ الشمس.
تُغرقني ولا تُغرق، وتُفيضُ بي دون أن تمتلئ.

هي بحرٌ لا ساحل له،
أكتب فيه لأُطفئ عطشي، فيزداد ظمئي.

كلُّ نقطةٍ منها تنفتحُ على ليلٍ جديد.
كلُّ سطرٍ يلدُ سطرًا آخر،
كأنّ الحروفَ تتكاثرُ من رحم الغموض.

تتنفّسُ بي، وأنا أختنقُ بها.
تُهدّئني حين أرتجف، ثمّ تشعلُني كجمرةٍ في صدرِ الريح.

هي الزادُ والجوع، هي السكونُ والعاصفة.
لا تنتهي، لأنّني ما انتهيت.
ولا تجفّ، لأنّ بي نهرًا لا يعرف الضفاف




ميساء

 

[ميس]

المحبرةُ التي لا تنتهي…
هي الفوضى التي تصوغني نظامًا،
والعتمةُ التي تُنجبُ نورها بيديّ المرتجفتين



ميساء

 

[أحمد الزين]

لم تولدِ المحابرُ
لتُغامر،
بل لتُسافرَ
بالخيالِ
إلى أبعدِ مَدىً ممكنٍ.

 

[رضا التركي]

محابر الشوق لا تدع سطرا
إلا وكتبت عليه ترانيم حب
حتى تلك الصفحة البالية
نقشك عليها ما زال محفورا بالذاكرة

 

[زهرة]

على صفيحِ المحابرِ
كنتُ أرسمُ
الحروفَ التي
تهندمُ
ولا تنهدمْ,.

تتقافزُ من جمرةِ السكونِ
كأنها نُدبٌ
تُعيدُ ترتيبَ الذاكرةِ
وتُشعلُ في الهامشِ
أغنيةً
لا تُجيدُ الانطفاءْ,.

تتأنقُ في فوضى المعنى
وتنسجُ من خيوطِ الغيابِ
وشاحًا
يليقُ بالذينَ
لم يُترجموا بعدْ,.

تُراوغُ الحبرَ
كراقصةٍ
تُخفي انكسارَها
في انحناءةِ الضوءْ,.

وتُقيمُ في بياضِ الورقِ
كأنها وطنٌ
لا يُؤمنُ بالحدودْ.,

 

[ميس]

تُشبِهُ البحرَ،
كلّما اغترفْتَ منه كلمةً،
أعادَ لكَ موجةً من معنى أعمق

..!

 

[موسيقار الكلمة]

كلُّ المنابرِ
التي حاولَ حرفي أن يعتليها
انحنتْ له،
ثمَّ انسكبَتْ
في دمهِ محابرَ تتنفّسُ صوته.

كان الحبرُ يهمسُ للورق
لا تكتبيني، اشربيني
وكانت الكلمات تخلعُ أصواتها
لتقيسَ مقاسَ الصمت.

وكلُّ المآثرِ
التي مشتْ في أثرِ دربي
صارتْ ممرّاتٍ من نبضٍ
تُعيد ترتيبَ المسافةِ
بين الخطوةِ والفكرة.

أدخلُ عمقَها بلا خروج،
كأنّني أُطلّ من نوافذِ المعنى
على معنى آخر،
وأكتشفُ أنني ما زلتُ أوّلَ نقطةٍ
في آخرِ كلمة.

تستيقظُ الحروفُ في جوفي
مثلَ كواكبَ تُدمنُ الدورانَ حولَ سرٍّ
لا يبوح.
كلّما نطقتُ،
انكسرتْ
اللغةُ أكثرَ لتصيرَ أنا.