تواصل معنا

اخر الأنفاس.. استفاقت سعاد قبيل الفجر على برودةٍ دقيقةٍ تمسُّ ما بين كتفيها ثم تنسحب، كخيط ماءٍ يلامس الصخر ويمضي. كانت قد غفت في غرفة الجَدّة منذ المساء،...

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,503
مستوى التفاعل
2,014
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
IMG_1333.jpeg
اخر الأنفاس..

استفاقت سعاد قبيل الفجر على برودةٍ دقيقةٍ تمسُّ ما بين كتفيها ثم تنسحب، كخيط ماءٍ يلامس الصخر ويمضي. كانت قد غفت في غرفة الجَدّة منذ المساء، رأسها على الوسادة إلى جوارها. لم يكن نومها مستقيمًا، بل مُثقلًا بالكوابيس والرجفات الصغيرة، حتى حسبت أنها لم تنم، بل تناوبت بين يقظةٍ وخدر.

حين رفعت رأسها، رأت الجَدّة جالسةً على طرف السرير، بين يديها المصحف مفتوحٌ على موضعٍ لا ينتهي. قالت بصوتٍ منخفضٍ ثابت:

— قومي يا بنتي، توضّئي… الفجرُ يدنو.

مضت سعاد إلى غرفتها. ما إن فتحت الباب حتى لفحها هواء بارد لا يليق بصباحٍ دافئ. دخلت ببطء، فرأت ستارتها مسدلة كما تركتها، لكن المرآة المعلّقة فوق التسريحة كانت مكسوّة بطبقة بخار كأن أحدًا تنفّس عليها قبل لحظات. اقتربت ومسحت سطحها براحتها، فإذا بها ترى انعكاس الغرفة ساكنًا، غير أن سريرها بدا في المرآة خاليًا من الغطاء. التفتت خلفها على عجل… فوجد الغطاء في مكانه كما هو.

وضعت يدها على صدرها، ثم جلست على طرف السرير تتمتم بالمعوّذات. في اللحظة نفسها انطفأ ضوء الأبجورة للحظة قصيرة ثم عاد. همست في سرّها:
يا رب، لا ملجأ إلا بك.

بعد الصلاة جلست إلى جوار أمّها، والهدوء بينهما أثقل من الكلام. قطعت الأمُّ السكونَ همسًا:
البارحة… أحسستُ البيتَ يتنفّس على غير عادته.
أطرقت سعاد طويلًا، ثم قالت بنبرةٍ وادعة:
تعبتُ قليلًا… وسأرتاح.

رنّ الهاتف. كانت الخالةُ سُمَيّة. جاء صوتها متعبًا:
ما جاني نومٌ من بعد أمس. رجفةٌ غريبة ما فارقتني. عزمت أجيكم اليوم ومعي امرأة ثقة تقرأ بالرقية، ومعي ماء وزيت.

قالت الأم بهدوء:
أمي تكفينا، تعرف القراءة الصحيحة. تعالي على كل حال.

في الممرّ العُلوي، كانت هِند تستعد لتنظيف الغبار عن الرفّ الخشبي الطويل حيث تصطفّ عدة صورٍ عائلية: الأب في شبابه، الأم في حفلٍ قديم، الجدّة مع أطفالها، وصور متفرقة للأبناء في مراحل العمر. وقفت لحظةً تتأمل صورةً جمعت العائلة في يوم عيدٍ قديم، حيث الوجوه مضاءة بابتساماتٍ واسعة.

واذا بجميع ايطارات الصور تهتزّ وتقع.
شعرت بقشعريرةٍ تجري في ذراعيها، فأعادت الصور بسرعة إلى مكانها، وحاولت أن تُسكت قلبها بآيةٍ قصيرة. ثم تابعت المسح، لكنّ يديها ما عادت ثابتة كما كانت؛ كل إطار ترفعه يوحي بثقلٍ لا يليق بوزنه، كأنّ البيت كلّه يضغط من خلفه على تلك الذكريات.

سحبت نفسًا عميقًا، وأسرعت نحو السلم لتغادر الممر، تاركةً الصور متلاصقةً على الرف، كأنها تتناظر فيما بينها بصمتٍ غامض.

مع انكشاف الصبح قليلًا، رنّ جرس الباب الخارجي. فتحت هند، فإذا هي بأمّ سالم—جارةٍ كبيرة في السنّ، عُرفت بلسانٍ قليل وكفٍّ كثيرة. جلست حيث أشارت الأمّ، وبعد سلامٍ مقتصد قالت وهي تصلح عباءتها:

يا بنات، البارحة مرّ ولد ابني من قدّام بيتكم. يقول: النوافذ كلّها مفتوحة، وفيها ضوء خافت، وأجساد غريبة تطلّ منها بلا ملامح. تجمّد في مكانه من شدّة الهلع، ثم أسرع إليّ ليخبرني بما رأى.

ارتجف قلب سعاد، وقالت في سرّها: لو علموا بما رأيتُ… لزاد خوفهم. لكنها صمتت، وأخفت السرّ.

ساد صمتٌ ثقيل. رفعت الجَدّة رأسها وقالت بثبات:
سورةُ البقرة لا تُبقي للثِّقل مقامًا. افتحن الأبواب، ودَعن القراءة تمشي في البيت.

طلبت ماءً، قرأت عليه الفاتحة وآية الكرسي والمعوّذات، نفثت فيه قليلًا، وأعطته لابنتها لتوزعه عند الأبواب والزوايا. مشت الأم بخطواتٍ ثابتة في الممرّات، وهِند تتبعها بآياتٍ قصيرة. بدا البيت كأنّه يستمع، يستكين شيئًا فشيئًا تحت وطأة الذكر.

ومع غروب الشمس، هدأ كل شيء، لكن الهدوء لم يكن طمأنينة بل ترقّب. فجأةً ارتجفت الستارةُ عند الممرّ بقوّةٍ غريبة، كأن يدًا خفيّة اجتذبتها ثم تركتها. انطفأ الضوء لثوانٍ معدودة، وفي الظلام سُمِع طَرقٌ ثلاثيّ منبعث من داخل الجدار، لا من بابٍ ولا نافذة.

شهقت هند وأسقطت ما في يدها، أما الأم فأسرعت تتمتم: أعوذ بكلمات الله التامّات من شرّ ما خلق. ارتفع صوت الجَدّة أكثر، كأنها تجابه حضورًا خفيًّا:
— لن يجاوزكم ما دام الذكر عامرًا.

عاد الضوء شيئًا فشيئًا، لكن الصمت الذي أعقب ارتجاف الستارة كان أعمق من أن يُفسَّر بالهدوء..

وأمّا سعادُ، الفتاةُ التي كان جمالُها يوقظُ العيونَ والهمسَ معًا، فقد أثقلتها الزينةُ بما لا يُرى. امتدّت إليها يدٌ آثمةٌ فعقدت لها سحرًا أسود خفيًّا؛ عُقدٌ لا تُبصره الأعينُ لكنّه يربطُ الخُطا عند عتبة هذا البيت. من يومها تُفتح الأبوابُ وتُغلق، ويجيء الخُطّابُ ثم يرجعون بلا سببٍ مفهوم، كأنّ الطريق إليها أقصرُ من أن يُسلك وأطولُ من أن يُقطع. لم يمسّ السحرُ سعاد وحدها؛ مسّ البيتَ معها، فأضحى يلتقط أنفاسَ أهله ويُضاعف الصمت، ويُعيد صدى الهمس ولا يُسلّم مفاتيحَ الطمأنينة. لا تدري مَن فعل، لكنها تعرف أثره: قلبٌ يتثقّل عند الفرح، وحلمٌ يقف عند النافذة بلا شرفة، وبيتٌ قائم… لا يطلّ على شيء.

اسكادا @اسكادا
ليست كل البيوت تُبنى بالحجارة وحدها، فبعضها يُبنى بما يُخفى تحت الأرض التي تحملها. وهذا البيت…
لم يطلّ على شيء، لأنه وُضع على عتبةٍ بين عالمين.
إن مررتَ يومًا بجدارٍ صامت،
فإيّاك أن تظنّه لا يسمعك.


~
 

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
65,000
مستوى التفاعل
26,295
مجموع اﻻوسمة
31
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
رائعة اسكادا
رائعة صدقا
سردك بين القصة الاولى التي نشرتها وهذه القصة
قفزه رهيبة من حيث السلاسة وعدم وجود الفجوات الجذب الشديد للقارئ
قطعة فنية راائعة كنت أقرأ بهدوء من يمشي على الزجاج خوفا ان ينكسر
ابدعت
ختمي وامتناني لجميل سردك .
 
Comment

جنون عآبثهة

كَالموج لاشيء يحكُمني نجمة ساطعة 💎
مستشار الادارة
إنضم
2 سبتمبر 2022
المشاركات
35,989
مستوى التفاعل
27,390
الإقامة
JEDDAH
مجموع اﻻوسمة
22
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
-






اسكادا @اسكادا
سردك رائع جدًا،
وكل جزء منها مشوق
ويشد القارئ لمتابعة الأحداث القادمة.
إبداعك ملموس في كل سطر.
تسلم يمناك،
ونحن بشوق في انتظار جديدك🌷
 
Comment

فتنة العصر

مشرفة قصص من إبداع الاعضاء
الاشراف
إنضم
6 يونيو 2025
المشاركات
19,558
مستوى التفاعل
1,842
مجموع اﻻوسمة
8
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
ماأجمل ماسرده إبداعك من رواية
كنا معها منذ الفصل الأول حتى نهاية
الفصل الأخير ونحن نتجول بين مايدور
في هذا المنزل من رعب اعجوبات كادت
ان تدخل موسوعة غينيس
حقا كان كل شئ مثير للاعجاب حتى
النهاية
سلمت على أروع حكاية وننتظر المزيد
 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
109,207
مستوى التفاعل
96,078
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
34
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
ليست كل البيوت تُبنى بالحجارة وحدها، فبعضها يُبنى بما يُخفى تحت الأرض التي تحملها. وهذا البيت…
لم يطلّ على شيء، لأنه وُضع على عتبةٍ بين عالمين.
إن مررتَ يومًا بجدارٍ صامت،
فإيّاك أن تظنّه لا يسمعك.
هنا اردت ان اسأل سؤال
هل بيت سعاد فيه من العوالم الخفيه
الي تحت الارض اتقصد انه مسكون
لااعلم اسمح لي ان اقول لك في الفصول الاولى
كان النص شيقا وبه كثثير من التخمين والافترراضات هنا وضعت النهايه ولكن
غير واضحة ايعقل ان نطلق عليه البيت المسكون
بالارواح تشويق + اثارة + غموض هذا هو حبكة النص ولكن النهاية غامضة ايضا تجعلنا نفكر ونفترض كاتب محترف ولكن نهايه مبتوووورة
لانه بيت لايطل على شيئ شكري لك
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,503
مستوى التفاعل
2,014
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
رائعة اسكادا
رائعة صدقا
سردك بين القصة الاولى التي نشرتها وهذه القصة
قفزه رهيبة من حيث السلاسة وعدم وجود الفجوات الجذب الشديد للقارئ
قطعة فنية راائعة كنت أقرأ بهدوء من يمشي على الزجاج خوفا ان ينكسر
ابدعت
ختمي وامتناني لجميل سردك .
الجوري @الجوري العزيزة،
أسعدني أنكِ قرأتِ النص كما يُراد له: بهدوءٍ مشوبٍ بالخوف، كخطوةٍ على زجاجٍ قابل للكسر. تلك اللحظة هي سرّ الرعب الذي سعيتُ إليه.
امتناني الكبير لحضوركِ وقراءتكِ التي أضاءت النص.

🌹
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,503
مستوى التفاعل
2,014
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
-






اسكادا @اسكادا
سردك رائع جدًا،
وكل جزء منها مشوق
ويشد القارئ لمتابعة الأحداث القادمة.
إبداعك ملموس في كل سطر.
تسلم يمناك،
ونحن بشوق في انتظار جديدك🌷
جنون عآبثهة @جنون عآبثهة شكراً لقراءتكِ الكريمة… يسعدني أن يجد السرد طريقه إلى شغفك، وأن يبقى في كل جزءٍ منه ما يشدّكِ للتالي.

لحضورك 🌸
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,503
مستوى التفاعل
2,014
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
ماأجمل ماسرده إبداعك من رواية
كنا معها منذ الفصل الأول حتى نهاية
الفصل الأخير ونحن نتجول بين مايدور
في هذا المنزل من رعب اعجوبات كادت
ان تدخل موسوعة غينيس
حقا كان كل شئ مثير للاعجاب حتى
النهاية
سلمت على أروع حكاية وننتظر المزيد
فتنة العصر @فتنة العصر 🌸 شهادتُكِ تبهج القلب، وقد أسعدني أنّكِ رافقتِ البيت من عتبته الأولى حتى آخر الأنفاس.
إن كان في الحكاية ما يقترب من “الأعجوبة”، ففضله أنّكم منحتم جدرانها أذنًا تُصغي. هذه الرواية أغلقت بابها بهدوء، لكن صداها كما أردت يبقى في الذاكرة قليلًا… مثل ستارةٍ هدأت بعد رجفة.

شكرًا لذائقتكِ وحضوركِ الكريم، وموعدنا بإذن الله في حكايةٍ أخرى

🌸
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,503
مستوى التفاعل
2,014
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
هنا اردت ان اسأل سؤال
هل بيت سعاد فيه من العوالم الخفيه
الي تحت الارض اتقصد انه مسكون
لااعلم اسمح لي ان اقول لك في الفصول الاولى
كان النص شيقا وبه كثثير من التخمين والافترراضات هنا وضعت النهايه ولكن
غير واضحة ايعقل ان نطلق عليه البيت المسكون
بالارواح تشويق + اثارة + غموض هذا هو حبكة النص ولكن النهاية غامضة ايضا تجعلنا نفكر ونفترض كاتب محترف ولكن نهايه مبتوووورة
لانه بيت لايطل على شيئ شكري لك
صباح الخير سيدة القصر ندى الورد @ندى الورد 🌹

تعمّدتُ أن أؤجّل الردّ إلى هذا الصباح لأكتب لكِ بهدوء يليق بنظرتكِ المتمعنة حين قلتِ إن الفصل السادس «غير واضح/مبتور». خذيني معكِ إلى أول الرحلة ثم لنعد معًا إلى الخاتمة:

فكّ رموز الفصل الأوّل (وضع البذرة منذ البداية)

  • «الباب ثقيل… وصوت المفاتيح كقيود»: إشارة مبكّرة إلى ربطٍ غير مرئي على البيت وأهله.
  • الأب صامت/الأم تُلقي اللوم: أعراض بيت مثقّل، لا يتداوى بالكلام.
  • سعاد تبكي عند صورة الزفاف: هذه هي نفسها الصورة المكبّرة المعلّقة على الجدار، ونسختها الأصغر على الرف خلفها الورقة المطوية التي ظهرت لاحقًا؛ أي إن الخيط موضوع منذ الصفحة الأولى.
  • بيت كبير «لا يطلّ على شيء»: اختيار قصديّ؛ واجهات ثقيلة، انطواء، وأسئلة أكثر من النوافذ.
ما بين الأوّل والسادس: لماذا اختصرتُ؟
لو مضينا إلى «فصل سابع وثامن» سنقع في فخّ التكرار:
أبواب تُفتح وتُغلق، خُطّاب يأتون ثم يرجعون بلا سبب، رجفات ستائر، همهمة في الممر… جيران يتعجبون، وجدة تُرقي، المشاهد ستُعاد يوميًا لسنتين. ولذلك اختصرَ الفصلُ السادس كلّ هذا في صورة مركّزة:

سعاد والبيت مربوطان بسحر أسود، والورقة التي ظهرت كانت أثرًا محرِّكًا لا أصل الحكاية.

ما الذي جرى فعلاً؟
  • البيت بُنِيَ على أرض وُضِع فيها سحر تعطيل؛ ولأن سعاد — الجميلة الثرية التي لا تريد الزواج — كانت هدفًا للحسد، والحقد استُغلّ انتقال الأسرة لبيتٍ جديد لتُزرَع الورقة (نسخة من العمل) خلف الصورة.
  • حين لامست يدُ سعاد الورقة في الفصول الوسطى، ظهر الحارس (جِنّي/جِنّيّة حراسة العمل) حتى تشبّه بالجَدّة لينتزع الورقة؛ وهذا تقليد معروف في «حراسة الأعمال» لا «بيوت الأشباح».
  • النتيجة: لم يُصب سعاد وحدها؛ البيت نفسه يلتقط أنفاس أهله ويضاعف الصمت… وهذا ما لامسه القارئ مشهدًا بعد مشهد.
إذن… هل الخاتمة «مبتورة»؟
الخاتمة مقصودة الإيجاز: تقول الكثير بالقليل، وتُغلق عند النقطة التي لو تجاوزناها لبدأ الاستنساخ. أردتُ أن يبقى عنوان الرواية حيًّا في ذهن القارئ:

بيتٌ لا يطلّ على شيء… حتى في خيال من يقرأه.

وللتأكيد: هذه حكاية واقعية في أصلها؛ شهود، جيران، وأثرٌ محسوس. لم أكتب خيالًا أزيد فيه وأنقص؛ بل لخصت ما سيستغرق عشرات الصفحات في مشهد ختامٍ مُحكَم.

ملاحظة للخصوصية: تعمّدتُ عدم الغوص في تفاصيل «الحبيب القديم» قبل الانتقال للبيت الجديد؛ ذِكره كان لمّاحًا لحماية أشخاصه، ولتفسير دافع الحسد دون فضولٍ جارح.

ختامًا سيدتي تحيّة لتذوّقكِ ونقاشكِ. وإن شئتِ جوًّا بصريًّا يقارب ما أردته من هذا البيت، فشاهدي — كاقتراح شخصي — Michael Jackson – Ghosts؛ ستجدين كيف تُصنع الرهبة من الإيحاء لا من الشرح. 👻😉

 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
109,207
مستوى التفاعل
96,078
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
34
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
صباح الخير سيدة القصر ندى الورد @ندى الورد 🌹

تعمّدتُ أن أؤجّل الردّ إلى هذا الصباح لأكتب لكِ بهدوء يليق بنظرتكِ المتمعنة حين قلتِ إن الفصل السادس «غير واضح/مبتور». خذيني معكِ إلى أول الرحلة ثم لنعد معًا إلى الخاتمة:

فكّ رموز الفصل الأوّل (وضع البذرة منذ البداية)

  • «الباب ثقيل… وصوت المفاتيح كقيود»: إشارة مبكّرة إلى ربطٍ غير مرئي على البيت وأهله.
  • الأب صامت/الأم تُلقي اللوم: أعراض بيت مثقّل، لا يتداوى بالكلام.
  • سعاد تبكي عند صورة الزفاف: هذه هي نفسها الصورة المكبّرة المعلّقة على الجدار، ونسختها الأصغر على الرف خلفها الورقة المطوية التي ظهرت لاحقًا؛ أي إن الخيط موضوع منذ الصفحة الأولى.
  • بيت كبير «لا يطلّ على شيء»: اختيار قصديّ؛ واجهات ثقيلة، انطواء، وأسئلة أكثر من النوافذ.
ما بين الأوّل والسادس: لماذا اختصرتُ؟
لو مضينا إلى «فصل سابع وثامن» سنقع في فخّ التكرار:
أبواب تُفتح وتُغلق، خُطّاب يأتون ثم يرجعون بلا سبب، رجفات ستائر، همهمة في الممر… جيران يتعجبون، وجدة تُرقي، المشاهد ستُعاد يوميًا لسنتين. ولذلك اختصرَ الفصلُ السادس كلّ هذا في صورة مركّزة:

سعاد والبيت مربوطان بسحر أسود، والورقة التي ظهرت كانت أثرًا محرِّكًا لا أصل الحكاية.

ما الذي جرى فعلاً؟
  • البيت بُنِيَ على أرض وُضِع فيها سحر تعطيل؛ ولأن سعاد — الجميلة الثرية التي لا تريد الزواج — كانت هدفًا للحسد، والحقد استُغلّ انتقال الأسرة لبيتٍ جديد لتُزرَع الورقة (نسخة من العمل) خلف الصورة.
  • حين لامست يدُ سعاد الورقة في الفصول الوسطى، ظهر الحارس (جِنّي/جِنّيّة حراسة العمل) حتى تشبّه بالجَدّة لينتزع الورقة؛ وهذا تقليد معروف في «حراسة الأعمال» لا «بيوت الأشباح».
  • النتيجة: لم يُصب سعاد وحدها؛ البيت نفسه يلتقط أنفاس أهله ويضاعف الصمت… وهذا ما لامسه القارئ مشهدًا بعد مشهد.
إذن… هل الخاتمة «مبتورة»؟
الخاتمة مقصودة الإيجاز: تقول الكثير بالقليل، وتُغلق عند النقطة التي لو تجاوزناها لبدأ الاستنساخ. أردتُ أن يبقى عنوان الرواية حيًّا في ذهن القارئ:

بيتٌ لا يطلّ على شيء… حتى في خيال من يقرأه.

وللتأكيد: هذه حكاية واقعية في أصلها؛ شهود، جيران، وأثرٌ محسوس. لم أكتب خيالًا أزيد فيه وأنقص؛ بل لخصت ما سيستغرق عشرات الصفحات في مشهد ختامٍ مُحكَم.

ملاحظة للخصوصية: تعمّدتُ عدم الغوص في تفاصيل «الحبيب القديم» قبل الانتقال للبيت الجديد؛ ذِكره كان لمّاحًا لحماية أشخاصه، ولتفسير دافع الحسد دون فضولٍ جارح.

ختامًا سيدتي تحيّة لتذوّقكِ ونقاشكِ. وإن شئتِ جوًّا بصريًّا يقارب ما أردته من هذا البيت، فشاهدي — كاقتراح شخصي — Michael Jackson – Ghosts؛ ستجدين كيف تُصنع الرهبة من الإيحاء لا من الشرح. 👻😉

اتعلم ايها الكاتب المحنك
تعمدت ان لاازيد في المدح
واستفز قلمك بعبارة مبتور
اتعلم لماذا !!!؟ لاستخرج هذا النص
منك وبذلك اكتملت حبكة القصة
بفصولها الستة وانت من الكتاب
الي يغوص في العمق من المعنى
وليس سطحي وهذا مااردته منك
قصه مززيج من الخيال والحبكة الدراميه
مع مزيج من الرعب المسلي والايحاء للقارئ
جعلته يحتار في امر هذي النهاية والان قرأت
ردك وانا مستمتعه به اكثر من نهاية الفصل
السادس والمقطع حكى الحكايه ههههه
ارجو ان يكون اتسع صدرك لردي وكلماتي
ولكن اخرجت اللؤلؤ من المحارة هذا مااكنت
اسمو اليه كل التقدير لك وننتظر منك قصص مليئة بالغموض والاثارة مستقبلا موودتي 🌹
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,503
مستوى التفاعل
2,014
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
اتعلم ايها الكاتب المحنك
تعمدت ان لاازيد في المدح
واستفز قلمك بعبارة مبتور
اتعلم لماذا !!!؟ لاستخرج هذا النص
منك وبذلك اكتملت حبكة القصة
بفصولها الستة وانت من الكتاب
الي يغوص في العمق من المعنى
وليس سطحي وهذا مااردته منك
قصه مززيج من الخيال والحبكة الدراميه
مع مزيج من الرعب المسلي والايحاء للقارئ
جعلته يحتار في امر هذي النهاية والان قرأت
ردك وانا مستمتعه به اكثر من نهاية الفصل
السادس والمقطع حكى الحكايه ههههه
ارجو ان يكون اتسع صدرك لردي وكلماتي
ولكن اخرجت اللؤلؤ من المحارة هذا مااكنت
اسمو اليه كل التقدير لك وننتظر منك قصص مليئة بالغموض والاثارة مستقبلا موودتي 🌹
ندى الورد @ندى الورد 🌷قرأتُ تعليقك الأخير بابتسامةٍ صافية. نعم… كان «الاستفزاز» هذه المرّة استفزازًا نقديًّا نبيلاً؛ دفعتِ النصَّ إلى أن يكشف طبقته التي آثرتُ أن أتركها بالإيحاء لا بالتصريح.

ما بين السطور عندي مقصود:
  • الحكاية واقعية في أصلها، أمّا اللغة فكسوتُها بما يلزم من الإيحاء الفني.
  • والإيجاز في الخاتمة لم يكن نقصًا، بل طريقةٌ كي يشارك القارئ في صناعة المعنى. ردّي عليكِ كان أشبه بـ«هوامش» على المتن، لا بديلًا عنه.
سُررتُ بأنكِ استمتعتِ بالردّ أكثر من النهاية؛ هذا يعني أن القراءة عندك فعلُ مشاركة لا استهلاك—وهذا ما يتمناه كل كاتب.

امتناني لتتبّعكِ سيدتي، وأعدكِ بأعمالٍ قادمة تحمل القدر نفسه من الغموض والاتزان.


ندى الورد @ندى الورد 🌹🌹
كل التقدير،
 
اسكادا
اسكادا commented

لكل قارئ مزاجه بين الإيحاء والتصريح، وسعيد أن وضوحي نال استحسانك هذه المرّة. تقديري الكبير لكِ ولمتابعتك الدائمة
 
ندى الورد
ندى الورد commented
اسكادا
اسكادا commented

جلينار

لِـيـدِي اَلْحُــقُولِ💎مشرفة قسم الاسرة
الاشراف
إنضم
18 مايو 2023
المشاركات
37,874
مستوى التفاعل
35,264
الإقامة
حقول التوليب
مجموع اﻻوسمة
16
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
وقفة عجب . . . صمت طويل ابتلعني
وصف دقيق لاحداث من واقع معاش
سردتها بطريقتك الخاصة
يكاد يكون السحر بشر يسكنون عوضا عن اهل الدار... سعاد المسكينة عُلقت حياتها
في عقدة تتدلا من سقف البيت

واما عن عبارتك الاخير فانا مؤمنة بان لكل شيء سمع . . . ورأي ...اخر
.

اما انا فحالي يبدو مرهقا وجهي مخطوف اللون ستائر الغرفة ترتجف
وانا شوي وانهار مين امرني اقرأ المساء 😱
.

اسكادا هاقد اتممت قرأتي
وأنتهت روايتك معلقة بين عقد وحل
أ ماآن لسعاد ان تتنهد وتحيا البهجات
ماآن للبيت ان يطل على حياة بهية


قصة تلمس الروح قبل العينان شكراً جزيلاً لجمال حرفك وفكرك


🥀🥀🥀
 
Comment

سمارة

💎نجمة الغابة الساطعة ومشرفة القسم العام
الاشراف
إنضم
8 مارس 2023
المشاركات
40,394
مستوى التفاعل
23,114
مجموع اﻻوسمة
20
”البيت الذي لايطل على شيء“ (الفصل السادس) الاخير.
بسم الله 😕
هذا الفصل مخيف ومرعب
جالسة في العتم في مكان هادئ اقرأ هذا الفصل
ورب الكعبة خفت
هل تعلم هذه القصة تشبه قصة صديقتي
هي تعيش نفس المأساة قصتها اسوء بمية مرة
بتضل تبكي وتحكيلي شو بصير معها
بتشوف أشياء مرعبة بمنزلها الات كهربائية تعمل لوحدها 🥹
ترى خيالات سودا على شباك غرفتها
ومرة دخلت الحمام بالليل لكي تستحم
كانت لوحدها بالبيت
باب الحمام فتح لوحده بسم الله بسم الله 😣
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
وبتشوف احلام كتير مخيفة
صديقتي فائقة الجمال
تقدم لها من فوق ال ٣٠٠ عريس
رفضتهم كلهم بدون سبب
رح اطلب منها تجيب شيخ يقرأ لهم الرقية الشرعية
لطرد الأرواح الشريرة من منزلهم
احتمال يكون معمول لها سحر اسود
حسبنا الله ونعم الوكيل بكل مؤذي
شكرا على القصة اسكادا
من خلال قصتك القيمة
فتحت عيوني حتى ساعد صديقتي
كل الاحترام والتقدير لشخصك اسكادا

::
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى