"على طاولة الصمت"

[تراتيل حرف]

يا لروعة ما قرأت…
نصّكِ لم يمرّ عابرًا،
بل توقّف في قلبي قليلًا،
كمسافرٍ يعرف أن جمال الطريق ليس في الوصول،
بل في تلك الدقائق التي يضيئها الصمت بين محطّةٍ وأخرى.

جعلتِ من الصمت طاولة كاملة الأرواح،
ومن الذاكرة ضوءًا يتردّد بين أطراف الحنين،
ومن الكلمات أبوابًا تُفتح على مسافاتٍ لا تُقاس بالخطى،
بل تُقاس بالخفقات التي خبت ولم تنطفئ.

أعجبني كيف حوّلتِ الصداقة إلى مكان،
والفقد إلى رائحة،
والألم إلى طريقٍ لا يخلو من دفء الحضور،
ولو كان بعيدًا.

لغتكِ تمشي على أطراف الوجع دون أن تجرحه،
وتستدعي الغياب
كما يُستدعى طيفٌ يعرف موعده ويتأخر عمدًا.
وذلك ما منح النصّ نبرةً خاصة:
نبرةُ من يكتب لا ليُعاتب، بل ليُضيء.


المتألقة تراتيل حرف
شكرًا لهذا الحرف الراقي،
لهذا الإيقاع الذي يشبه خطواتٍ
هادئة في ممرّ طويل،
ولهذا الصمت الذي لم يعد صمتًا
بعد الآن…
بل حكاية.

دمتِ بهذا الإبداع
الذي يتسلّل برفقٍ إلى كل الأرواح

..

صديقتي الحبيبة
كلماتك قرأتُها وكأنها موسيقى خافتة
تعزف على أوتار قلبي،
تحملني بعيدًا بين لحظات النص،
فتشعرني بأن كل حرف كتبته
لم يكن مجرد كلمة،
بل نبضة حياة تحمل الحزن
والفرح معًا،
وتمنح الغياب حضورًا والذكريات دفءً.
لقد استطعتِ بعمق روحك
وشفافية شعورك
أن تمنحي نصّي حياة جديدة،
تجعلينه متنفسًا للصمت،
ومساحة للألم
يتحول فيها إلى نهر من دفء وحنين،
ومسارًا حيث تُقاس اللحظات
بخفقات القلب لا بالزمن.
أشعر بالامتنان الكبير لوجودك في حياتي،
لروحك التي تضيء كل نص،
ولحضورك الذي يجعل الحروف
أكثر صدقًا ودفئًا،
ويمنحني الأمان
لأستمر في الكتابة دون خوف.

الغالية روح أنثى
شكراً لكِ
لأنك تجعلين من الكلمات رحلة لا تُنسى،
ومن الصداقة وطنًا يحتضن الروح،
ومن كل نص أكتبه ذكرى أعيشها معك،
وأحفظها في قلبي
كما تُحفظ الألماسات الثمينة.
دمتِ لي نورًا ودفئًا،
ومصدر إلهام لا ينضب،
وحاضرة دائمًا في كل حرف
أكتبه وكل شعور أعيش