
أنتَ الذي لا يعرفك سواي، وأنتَ الذي يشغله سكون الحروف في عيني، لا تعلم كم تعني لي تلك اللحظات التي تتسلل فيها ذكراك دون أن أدري.
كم من الكلمات تتزاحم في عقلي، لكن لا تخرج إلا همسات خفية، كأنها أصداء لشيء عميق في روحي لا يقدر أحد على تفسيره.
لقد تعلمتُ أن بعض اللقاءات لا تحتاج إلى الأسماء، ولا إلى الشوارع التي تقود إليها.
فكل ما نحتاجه هو تلك اللحظة التي يتقاطع فيها دربانا بشكل لا يمكن للزمن أن يغيره. قد لا ترى ملامحي الآن، وقد لا تعرف طيفي، ولكن في كل حرف نطقته، وكل فكرة مررت بها، كنت هناك، في زاوية قلبي التي لا يزورها سواك.
لا أحتاج إلى كلمات تُقال لتدرك كم كنت أنت، ومن كنت أنت، في قلبي.
لا حاجة لأن أشرح لك. في صمتك هناك سحرٌ غريب، وفي تلك اللحظات التي تذهب فيها أفكارك بعيدًا، أعيش أنا ما تبقى من الذكريات التي لا يُمكن لمخلوق أن يراها سوى من أعمق سريرتي.
لن تكون هناك كلمات تكتمل لتصفك كما أنت، لأنك شيء أسمى من أن يُفهم، وأسمى من أن يُقال.
لكن سيظل قلبٌ يكتب لك، يتذكر كل خطوة قادتني إليك، وكأنك كنت الطريق الوحيد الذي لم يسلكه سواي.
.
.