تواصل معنا

🕯️ ضريبة الصدق… لماذا يضيق الطريق حين تقرر الاستقامة؟ يظنّ التائب في بداية عهده أن الطريق سيُفرش له بالورود، وأن الكون سيصفّق لقراره، وأن الفتن ستتنحّى...

ملاذ أمن

أنتمي للخيال، لم تكن الأرضِ يوماً موطني
نجوم المنتدي
إنضم
2 يونيو 2024
المشاركات
3,924
مستوى التفاعل
2,290
العمر
41
الإقامة
في عالم موازي
مجموع اﻻوسمة
10
ضريبة الصدق

🕯️ ضريبة الصدق… لماذا يضيق الطريق حين تقرر الاستقامة؟

يظنّ التائب في بداية عهده أن الطريق سيُفرش له بالورود، وأن الكون سيصفّق لقراره، وأن الفتن ستتنحّى جانبًا احترامًا لهيبته الجديدة.
لكنه يُصدم بالواقع:

فجأة… تشتعل الفتن، وكأنها كانت نائمة فاستيقظت.
تتزيّن المعصية التي تركها، وتبدو أشهى مما كانت.
وقد يُقدَّر أن يضيق الرزق الحلال، ويُفتح باب الحرام ابتلاءً واختبارًا.
وتتكاثر عليه دوافع الشر، من شياطين الإنس والجن.

فيقف حائرًا، يهمس في نفسه:
«يا رب، لقد جئتُ إليك… فلماذا زاد البلاء؟ أهذا إعراض أم قبول؟».

🛑 تصحيح المفاهيم

هنا يجب أن تُفهم القاعدة العميقة:
«اللصّ لا يسطو على بيتٍ فارغ».

حين كنت غافلًا، كان الشيطان مطمئنًا لك؛
لم يكن يبذل جهدًا معك، لأنك كنت تسير في ركبه دون مقاومة.

لكن في اللحظة التي قررتَ فيها التمرّد على الغفلة، والاستدارة الصادقة نحو طاعة الله،
فقد أعلنت الخصومة.

وتغيير الوجهة لا يمرّ بلا مقاومة؛
فالعدو لا يترك أسراه يرحلون دون محاولة استردادهم.

ولذلك، فإن اشتداد الهجوم غالبًا لا يكون دليل رفض،
بل علامة أنك سرت في الاتجاه الصحيح، وأن هذه التوبة لم تكن هامشية ولا شكلية.

⚖️ سُنّة الغربلة والتمييز

ثمّة معنى أعمق يحكم المشهد، وهو سُنّة الله في الصدق.
فالدعاوى سهلة، والكلام ميسور، وكل الناس يقولون:
«نحب الله»، و«نحن مؤمنون».

لكن الله لا يزكّي الدعاوى المجرّدة،
بل يضع العبد في ميدان الاختبار،
ليتميّز الصادق من المدّعي.

فتُعرض عليك الفتنة بعد التوبة، قريبة، مُلحّة، ممكنة،
لا لأن الله يريد إسقاطك،
بل ليظهر:

هل تركتها لأنك عاجز عنها؟
أم تركتها لأنك تخاف الله حقًا؟
هل كانت توبتك اندفاعًا عاطفيًا؟
أم قرارًا إيمانيًا راسخًا؟

🍂 السيناريو المتكرر

▪️ تنوي غضّ البصر، فتجد الشاشات والطرقات مزدحمة بالمفاتن على غير المعتاد.
▪️ تعزم على ترك المال المشبوه، فتتعسّر الأسباب، ويُعرض عليك الحرام في صورة «حلّ أخير».
▪️ تقرر قيام الليل، فيداهمك ثقل الجسد والنعاس على غير ما عهدت.

هذه ليست عقوبات،
بل محطات فرز،
يُنظر فيها: من يثبت؟ ومن يتراجع؟

فالسلعة غالية،
والجنة لا تُنال بالتمنّي،
بل بالصبر والمصابرة.

🔭 رسالة الثبات

إذا اشتدت عليك الرياح بعد استقامتك،
فلا تَفزع.

فالميّت قلبًا وحده من يجرفه التيار بلا مقاومة،
أما الحيّ… فهو الذي يشعر بثقل الماء، لأنه يتحرّك عكسه.

فلا تظنّ التضييق خذلانًا،
ولا تفسّر الاختبار على أنه إقصاء،
فالله لا يبتليك وأنت مقيم على التوبة ليعذّبك،
بل ليهذّبك، ويصفّي قلبك، ويقطع عنه ما سواه.

📖 الختام الرباني

وتبقى القاعدة التي لا تتبدّل، والميزان الذي لا يختلّ:

﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ۝ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾

فاثبت…
فما هي إلا أيام،
ويُقال لك: عبرتَ بسلام.
 
اسم الموضوع : ضريبة الصدق | المصدر : قسم الغابة الاسلامي

جنة المنتدى

وحيدة كالقمر(عضوية مميزة )
إنضم
23 مايو 2021
المشاركات
23,042
مستوى التفاعل
10,299
الإقامة
أم الدنيا
مجموع اﻻوسمة
10
ضريبة الصدق
فالسلعة غالية،
والجنة لا تُنال بالتمنّي،
بل بالصبر والمصابرة.
فالسلعةُ غالية
ولا تُوهَبُ الأرواحُ العاليةُ مجانًا.
والجنةُ لا تُنالُ بالتمنّي
بل بخطواتٍ مثقلةٍ بالصبر
وبقلبٍ يعرف معنى المصابرة
حين يتعب الطريق
ولا يلين الإيمان.
صدقُ القلب
أن تمضي مستقيمًا
وإن مال العالم،
أن تختار الحقّ
وإن كان وحيدًا
وأن تظلّ نقيّ النيّة
حين تُغريك الأقنعة
وتُرهقك الخيبات.
صدقُ القلب
ليس قولًا يُقال
بل ثباتٌ عند الاختبار
وصمتٌ حكيم،
وعملٌ لا ينتظر تصفيقًا.
٠٠
ملاذ أمن

٠٠
كالعاده تأتي بكل مفيد وجميل
افادك الله وأسعدك في الدارين
كل عام وانت بخير


٠٠
 
Comment

sitemap      sitemap

الموقع التعليمي
أعلى