حديث الرسول ﷺ
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، عن النَّبِيِّ ﷺ قال :
(احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ) .
صحيح الترمذي ٢٥١٦
قال الإمام الصنعاني رحمه الله :
وَالمُرَادُ مِنْ قوله : (احفَظِ الله) أي حُدُودَهُ وَعُهُودَهُ وَأَوَامِرَهُ وَنَوَاهِيه ، وَحِفْظُ ذلك هُوَ الوُقُوفُ عِنْدَ أَوَامِرِهِ بِالإِمْتِثَالِ وَعِنْدَ نَوَاهِيهِ بِالإِجْتِنَاب ، وَعِنْدَ حُدُودِهِ أَنْ لَا يَتَجَاوَزَهَا ، ولا يَتَعَدَّى مَا أَمَرَ بِهِ إلى مَا نَهَى عَنْه ، فَيَدخُلُ في ذلك فِعلُ الوَاجِبَاتِ كُلّهَا ، وَتَركِ المَنْهِيَّات كُلّهَا .
وقوله : (تَجِدْهُ تُجَاهَكَ) وفي اللَّفْظِ الآخَر (يَحْفَظْكَ) والمعنى مُتَقَارَب ، أي تَجِدهُ أَمَامَكَ بِالحِفْظِ لَكَ مِنْ شُرُورِ الدَّارَينِ جَزَاءً وِفَاقًا مِنْ بَابِ (وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ) [البقرة : ٤٠] يَحفَظْهُ في دُنْيَاهُ عن غشيَانِ الذُّنُوب ، وعن كُلِّ أَمْرٍ مَرهُوب ، وَيَحفَظْ ذُرِّيَّتَهُ مِنْ بَعدِهِ كما قال تعالى : ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) [الكهف : ٨٢] .
جزاك الله خيراً