بين الهمسات، تظهر في الأفق زهرة…
زهرة تتفتح بصمت…
تروي قصصًا بين الزهور، حيث يلتقي الضوء بالظلال في رقصٍ هادئ.
فتظهر بأعماق غير مرئية، تهمس للرياح بأسرار لا يعرفها سوى من أُوتي قلبًا يعشق التفاصيل الصغيرة.
تلك الزهرة، التي لا تشبه أحدًا، ولا تترك وراءها سوى أثر غامض، كأنها مخطوطة في السماء.
ورقتها لا تكشف عن نفسها بسهولة، بل تظل مغلفة بألوانٍ هادئة، كأنها مبعثرة من قلبٍ ناعم، لا يعرف القسوة، ولكن يعرف كيف يحتفظ بالألم في صمتٍ مطمئن.
ألوانها، مثل تلك الحروف التي تنقش على صدر الزمان، تأخذك في رحلة بعيدة، حيث لا يُسأل عن الأسباب، بل عن الوجود ذاته.
تلك الزهرة تفوح برائحة لا تُنسى، رائحة تجمع بين رقة الصباح وصمت المساء.
هي ليست مجرد زهرة…
بل هي عطر، يزداد عمقًا في كل لحظة تقضيها في مراقبتها.
لا تحتاج إلى أن تكون واضحة؛ فهي تظل مبهمة، كأنها تفاصيل لا تظهر سوى لمن يتقن فن القراءة الصامتة.
كلما اقتربت منها، اكتشفت فيها ما لا تستطيع العين أن تراه، ولكن القلب يعرفه.
بين الهمسات…
تظهر الزهرة، وتظل معلقة بين السماء والأرض، لا تحتاج إلى تفسير، فقط إحساس دافئ يروي سرها الذي يبقى بين السطور، كما لو أنها أنتِ.

الوقت في فيينا الان ..
18,47 مساءا