على عتباتِ الليل…
تسقط الأقنعة، وتنهض الوجوه التي لم تَغِب،
أجالس وحدتي كما لو كنتِ فيها،
أراكِ في ظلّ الستائر، في رعشةِ الشمعة،
في النبضات التي تعبر صدري كأنها صوتكِ.
يا مَن تَجعلينَ للصمتِ لغةً لا أُتقنها إلا حين أفتقدكِ،
هل تَسمعينني؟
هل تَشعرينَ بي حين أكتبكِ دون أن أذكُر اسمكِ؟
حين أضمكِ في سطري، وأفلتكِ في آخر؟
أنا لم أعُد كما كُنت،
ثمة شيء في قلبي بات يشبهكِ أكثر مما يشبهني، كأنني صرتُ أنتِ، أو كأنكِ تسكنينني بما يكفي
لأخون نفسي كل ليلة لأكتب عنكِ.
يا مُلهمتي،
علّمتِني أن الحنينَ لا يُشبهُ الضعف،
وأنّ الكتابةَ عنكِ ليست خيانةً لِعزّتي،
بل نجاة.
فكلّما توغّل الليلُ،
أجدكِ على عتبته… لا لتدخلي، بل لتوقظيني،
كأنكِ جئتِ تسرقين من صمتي سِرّكِ،
وترحلين
..