على عتبات الليل،
تتراكمُ الصمتاتُ كما
تتراكمُ أوراقُ الشجر في خريف الروح،
وأنا واقفٌ بين انتظارٍ وذاكرةٍ لا تُطفأ.
الظلامُ يهمسُ باسمي،
والقمرُ يكتبُ على جدران السماء أحجيةً بلا جواب،
والريحُ تحملُ من البعيد صدى خطواتٍ رحلت قبل أن أستطيع اللحاق بها.
على هذه العتبات،
تَصغر الكلماتُ وتكبر الحيرة،
ويصبح القلبُ مرآةً لرغباتٍ لا تُقال،
وروحٌ تَسألُ عن غيابكِ،
عن لون ابتسامتكِ التي بقيت تتلوّى في عتمة الليل.
أحيانًا،
ألمسُ النجوم كما أُمسك حلمًا يهرب منّي،
وأُدرك أن الليلَ، رغم كل سكونه،
هو الطريقُ الذي يعيدني إليكِ بلا كلمة، بلا موعد، بلا وعد.

ميساء