تفسير ابن كثير
:
قال الله سُبحانه وتعالى: ﴿یَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعࣰاۚ ذَ ٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَیۡنَا یَسِیرࣱ﴾
وذلك أنَّ الله تعالى يُنزل مطرًا من السَّماء تنبُت به أجساد الخَلائق في قبُورها، كمَا ينبت الحبُّ في الثَّرى بالماء، فإذا تكاملت الأجساد أمر الله إسرافِيل فينفُخ في الصُّور، وقد أودعت الأرواح في ثُقب في الصُّور، فإذا نفخ إسرافيل فيه خرجَت الأرواح تتوهَّج بين السَّماء والأرض، فيقول الله، عز وجل: وعزَّتي وجلالي، لترجِعن كل روح إلى الجسد الَّذي كانت تعمره، فترجع كلُّ روحٍ إلى جسدها، فتدبُّ فيه كما يدبُّ السمُّ في اللَّديغ وتنشقُّ الأرض عنهم، فيقومُون إلى موقف الحساب سراعًا، مُبادرين إلى أمرِ الله، عزَّ وجلَّ،
﴿مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ﴾، وقال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا﴾، وفي صحيح مسلم عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: "أنا أول من تنشق عنه الأرض"
[تفسير ابن كثير | سورة ق]
قال الله سُبحانه وتعالى: ﴿نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا یَقُولُونَۖ وَمَاۤ أَنتَ عَلَیۡهِم بِجَبَّارࣲۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن یَخَافُ وَعِیدِ﴾
كان قتادَة يقول: اللَّهُمَّ، اجعلنا ممَّن يخاف وعيدك، ويرجو موعودَك، يا بارُّ، يا رحِيم.
[تفسير ابن كثير | سورة ق]
قال الله سُبحانه وتعالى: ﴿أَفَنَضۡرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكۡرَ صَفۡحًا أَن كُنتُمۡ قَوۡمࣰا مُّسۡرِفِینَ﴾
قال قتادَة في قوله: ﴿أَفَنَضۡرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكۡرَ صَفۡحًا﴾: والله لو أنَّ هذا القُرآن رُفِع حين ردَّته أوائِل هذه الأمَّة لهلكوا، ولكنَّ الله عاد بعائدته ورحمته، وكرَّره عليهم ودعاهم إليه عشرين سنة، أو ما شاء الله من ذلك.
وقول قتادة لطيف المعنى جدًا، وحاصله أنَّه يقول في معناه: إنَّه تعالى من لُطفه ورحمته بخلقه لا يترك دعاءَهم إلى الخير والذِّكر الحكيم -وهو القُرآن- وإن كانوا مُسرِفين مُعرِضين عنه، بل أمَر به ليَهتدي من قدَّر هدايته، وتقوم الحُجَّة على من كَتب شقَاوته.
[تفسير ابن كثير | سورة الزُّخرف]
قال الله سُبحانه وتعالى: ﴿إِن تَسۡتَفۡتِحُوا۟ فَقَدۡ جَاۤءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُ وَإِن تَنتَهُوا۟ فَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُم وَإِن تَعُودُوا۟ نَعُدۡ وَلَن تُغۡنِیَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَیۡـࣰٔا وَلَوۡ كَثُرَتۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾
﴿وَلَن تُغۡنِیَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَیۡـࣰٔا وَلَوۡ كَثُرَتۡ﴾ أي: ولو جَمعتُم مِن الجُموع ما عَسى أن تَجمعُوا، فإنَّ مَن كانَ الله معَه فَلا غالِب له، فإنَّ الله مع المُؤمنين، وهُم الحِزب النَّبويُّ، والجَنَابُ المُصطفوي.
[تفسير ابن كثير | سورة الأنفال]