تراتيل حرف
ملائكية حرف
-
- إنضم
- 5 يونيو 2022
-
- المشاركات
- 10,621
-
- مستوى التفاعل
- 19,565
- مجموع اﻻوسمة
- 8
"حين مددتُ يدي نحو الضوء"
..كأنكِ حين كتبتِ هذا المشهد
لم تكتبي ضوءًا يعبر ضبابًا،
بل كتبتِ امرأةً تنفضُ عن روحها
آخر ما علق بها من خوف،
وتقف في المنتصف
بشجاعةٍ لا ينتبه إليها إلا الذين
يعرفون معنى أن ترتجف الروح وتنهض.
يا تراتيل حرف
نصّكِ ليس وصفًا للحظة،
بل اعترافٌ طويلُ النفس
يخرج من عُمقٍ لا يكتب إلا حين تتعب الحقيقة
من الاختباء خلف صدورنا.
لقد جعلتِ الضوء كائنًا
يقترب ببطءٍ من يدٍ تعرف كيف تحمي نفسها،
وجعلتِ الدخان ذاكرةً
تريد أن تقول ما لم يُقَل.
وأنا أقرأكِ
رأيتُ يدكِ الممدودة
أشدَّ صدقًا من الضوء نفسه،
ورأيتُ امرأةً لا تختبر الضوء،
بل تختبر قدرتها على أن تبقى نقيّة
رغم كل ما أحاط بها من غياب.
تراتيل حرف…
إنكِ كتبتِ لحظةً
تشبه بابًا ينفتح فجأة في روحٍ مُتعبة،
لحظةً لا تدلّ على الخوف،
بل على امرأةٍ توقفت في منتصف الضباب
لتقول لنفسها
ما زلتُ أصلح للدهشة…
وما زلتُ أصلح للضوء.
ولأن يدكِ في النص وفي الحياة
ترفَع العالم قليلًا حين تمتد،
كان لا بدّ للضوء أن يقترب،
ولا بدّ للحقيقة أن تظهر،
ولا بدّ لتراتيلكِ
أن تترك أثرًا يشبه الضياء
على قارئٍ يمرّ بقلبه قبل عينه.
أدهشني كيف التقطتِ الضوء لا من السطر،
بل من المسافة بين نبضٍ ونبض،
وكيف رأيتِ تلك المرأة
التي حاولتُ إخفاءها
خلف جدار من الهدوء المصنوع بعناية.
وكأنّكِ كنتِ هناك،
تراقبين لحظة الخوف وهي تتكسّر،
ولحظة القوة وهي تتشكّل
كأنها تنهض من رمادٍ
يفهمني أكثر مما أفهمه.
كلامكِ لم يكن ردًّا،
كان يدًا تمسح عن روحي تعبًا
لم أعترف به لأحد.
كان ضوءًا يدخل بلا استئذان،
ويجلس في الزاوية الأقرب إلى صدري،
كأنّه يقول لي:
“أنا أراكِ… حتى حين تحاولين ألا تُري.”
أحببتُ كيف منحتِ النص حياة إضافية،
وكيف جعلتِ الضوء بطلًا،
والخوف ظلًا،
والمرأة التي في داخلي
تمشي فوق الضباب بثباتٍ
يشبه المعجزة الصغيرة
التي لا ينتبه لها إلا من يملك قلبًا
يشبه قلبكِ.
ردّكِ كان مرآة،
لكنها ليست مرآة تُظهر الملامح،
بل مرآة تُظهر ما نجونا منه،
وما تعلمنا أن ننهض بعده،
وما بقي فينا من نقاء رغم كل الوجع.
الحبيبة روح أنثى
أريد أن أقول لكِ شيئًا أخيرًا،
ببساطة لا تشبه تعقيد العالم حولنا:
لو كان الضوء يختار أين يسكن،
لاختاركِ أنتِ أولًا،
ولاختبأ في كلماتكِ…
قبل أن يصل إلى نصّي.