كنا وجوه تزرع عمق الليل حبًا ، وتنتظر الشروق فجرًا ..
لا أبالي ..
إن مضغتي حلمي ،
فلن توقفي قرع نواقيسه في عباب ظلمتي ..
فالنجم لا يشتكي من ضمور مسافاته ،
بل يستلذ بانصهار لمعانه ..
حاولي ..
أن تصدين بريقه ،
كي لا يباغتني خلوة بعزلتي ..!
على عتبات الليل ..
نجومي تسامرني كل مساء..
ففي كل ليلة لي معها..
موعد و لقاء
أشرب قهوتي..
وأبدأ العد ..
تسقط نجمة..
تشتت ذهني..
فأعيد الكرة ،دون إكتفاء..!
على عَتَباتِ اللّيلِ،
تتدلّى
النجومُ كحروفٍ معلّقة في دفتر السماء،
وتجلس
الأحلامُ عند باب قلبي،
تطرق بخفّة،
كأنها تخشى أن تُوقظ الشوق النائم.
هناك،
حيث الصمت أوسع من الكلام،
أسمع اسمكِ يتردّد في داخلي،
كهمسِ قمرٍ يمرّر أسراره عبر الضوء.
صامِتون..
نِصف أحاديثُنا تَختبِئ في أعيننا،
كنجومٍ خافتة لا يعرفها الليل،
والنصف الآخر رسائلٌ ماتت في قلوبنا،
لم يقرأها أحد،
ولم يسمعها سوى صدى أرواحنا الهائمة
يعاتبني الليل.. يسألني عنك،
فأخفض عينيّ خجلًا،
كيف أشرح له أن غيابك أطول من صمته،
وأثقل من سواده؟
كيف أخبره أنني أستعير منه السكون
لأخفي ارتباك قلبي حين يمر طيفك؟