-
- إنضم
- 20 نوفمبر 2025
-
- المشاركات
- 6,772
-
- مستوى التفاعل
- 1,254
- مجموع اﻻوسمة
- 3
صمتٌ على عتبةِ الضوء
في البدء، كانت النظرةُ الأولى...
حيث انعكست ملامحُها على صفحة الضوء،
كأنّ الريحَ كتبتها نغمةً في صدر الغيم،
وخبّأتها في عيوني، لتقطرها
سجامًا على الخدين بعد سجامٍ.
╔════════════════╗
حين مرّ طيفُها، لم يفتح الباب.
كان مشغولًا حينها بتعليم الظلال أبجدية اسمها.
كانت تُرسل إليه وجهها انعكاسًا،
كما يُعيدُ القمرُ ظلّهُ على البحر.
كانت عيناه، أقدمَ من الذاكرة،
تُنقّبان في سكون الليل
عن زمنٍ نسيَ أن يُولد.
الأيامُ لم تمرّ عليه مرورًا عابرًا،
بل حفرت ملامحها في روحه،
وأوقدت فيه شمعةً
لا تنطفئ إلا حين يغفو معها،
كأن الحنينَ لا يهدأ
إلا في حضورها.
حين تهمسُ الورودُ بنداءٍ يشبهُ عطرَها،
يبتسمُ كما يبتسمُ عابرُ السبيلِ
لعطرِ بلدٍ لم يكن يعرف أنه يسكنه،
كأنّ الذاكرةَ تُزهرُ حين تمرّ بها
خطوةٌ تُشبهها... ولا تُشبه أحدًا.
يلمسُ في ثياب الليلِ
ثنايا العشقِ القديمة،
يقرأ فيها قصائدَ مهجورة.
كأنها تناديه من زمنٍ آخر.
يعودُ ليُحصي دقاتِ القلب،
كما يُحصي البحّارُ أمواجه،
يُغني للـديمةِ أنشودةً
تُخبّئها السحابةُ في صدرها،
ثم تقطرُها دمعًا
كما تقطرُ الذكرى
على نافذةٍ جمعتنا هناك.
بين صدره وصدرها طاولةٌ صغيرة،
خبزَتْها الكلماتُ بالحنين،
يأكلُ عنها سيقانَ الصمت،
ويشربُ من كأسِ الليلِ
ما تبقّى من وعودٍ مثقلة.
يحملُ على كتفيه
ما تبقّى من غيمٍ تاهَ عن مطره،
ومن ليلٍ يتوكأ على نجمةٍ وحيدة
كي لا يسقط.
يُخفي وجهَه عن المرايا
كي لا يرى أثرَ الشوقِ على قسماتِه.
يُتقنُ دورَ الذي لم يُبالِ،
بينما قلبُه مرتهنٌ لخطواتِها التي لم تعدْ.
هكذا يُقاومُ،
كشجرةٍ تعرفُ أن الريحَ ستقصمُها،
لكنّها تواصلُ الرقصَ
كي لا تسقطَ أمامَ الصمت.
كان الرجاءُ يطرقُ قلبه
كما يطرقُ الضوءُ نافذةً مغلقة،
متأملاً أن تُفتح له نوافذ الفجر،
كما تُفتح الألحانُ الغريبةُ على مهلٍ
في صدرِ من عادوا من السفر،
حاملين في حقائبهم
أمنياتٍ لم تجد طريقها إلى التحقق.
حين ينهضُ الصوتُ من بين أنقاضِه،
يرجو أن يُصغى إليه
كما يُصغى للقصائد
حين تنطق بهودج الرحيل.
يبحثُ عن نغمةٍ
تُشبهُ ارتجافَ القلبِ
حين يلتقي اللقاءُ بالفراق.
لا شيءَ يُعلّمه الصبرَ
غيرُ وقوفِهِ عند محطّةٍ لا يصلُها أحد.
يعرفُ أن الحكاياتِ لا تُكتبُ في الضوءِ الساطع،
بل في ليالٍ يمتزجُ فيها الشوقُ بالفقدِ
ليُولدَ المعنى... لا أول له ولا آخر.
لا يطلبُ احتضانًا،
بل أن يُترك على عتبةِ الليل
كما تُتركُ النجمةُ الوحيدة
تتوكّأُ على الضوء،
تمضي إلى الصدى دون خوف،
تُعلّم الهواء كيف يُنصتُ لزهرةٍ
ترنو من بعيد،
تسألُ الشرفاتِ عن اسمها الأول
ذلك الذي احتضنته الريحُ إليها ذات مساء.
عندما يهدأ كل شيء،
يُدرك أن بعض الأصوات
لا تحتاج إلى جواب،
بل إلى قلبٍ
يُعيد توزيع اللحن على ملامح الغياب،
كما يفعل الموسيقار
حين يُرتب وجعه على سلم النغمات.
في آخر المدى،
يُناديها: خذي بيدي،
فلربما الصمتُ بيننا
كلمةٌ أطهرُ من أيِّ حديثٍ...
نقفُ عند حافةِ السماءِ،
نربتُ على رأسِ الفجرِ المنتظر...
ونعودُ إلى منازلِنا القديمة،
حيثُ تُغلقُ الأمسياتُ خجولةً... بلا أبواب.
╚════════════════╝
طيفٌ يُعانقني إذا طالَ النوى
يُعيدُ إحساسَ أمْسٍ خلا
أبحثُ عن ضَوءٍ يلُوحُ بِرِقَّةٍ
إذا الظلامُ غدا لروحي منزلا
هكذا .. أغلق .. ( العُقاب ) .. " دائرة " .. الحكاية ..
من .. " النظرة " .. التي .. أشعلت .. " الضوء " ..
إلى .. " الطيف " .. الذي .. أدمن .. " العتمة " ..
لا .. باب .. للخروج .. ولا .. نافذة .. للهروب ..
فـ أنا .. سجين .. " سماكِ " .. بكامل .. " حريتي " ..
و " الصمت " .. بيننا .. هو .. أبلغ .. " لغات " .. البقاء ..
من .. " النظرة " .. التي .. أشعلت .. " الضوء " ..
إلى .. " الطيف " .. الذي .. أدمن .. " العتمة " ..
لا .. باب .. للخروج .. ولا .. نافذة .. للهروب ..
فـ أنا .. سجين .. " سماكِ " .. بكامل .. " حريتي " ..
و " الصمت " .. بيننا .. هو .. أبلغ .. " لغات " .. البقاء ..
التعديل الأخير:
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : صمتٌ على عتبةِ الضوء
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء






