بوح مد وجزر فلنبحر سويا يااعضائنا الكرام
القمر هناك، ساطع لكنه مختبئ، كعاشقٍ يخشى أن يفضحه الضوء، فيتوارى خلف ستائر الغيم. لكنه لا يستطيع إخفاء نفسه تمامًا، فيتسلل ضوءه من بين الشقوق، خجولًا، متردّدًا، ككلمات حبٍ لم تجرؤ على الانعتاق من القلب.
وفي الأسفل، البحر مستيقظ، عينيه مفتوحتان نحو القمر، يرقبه كمن يترقب رسالة لن تصل. موجه يتكسر بهدوء على الشاطئ، يهمس بأغنيةٍ قديمة عن لقاءٍ مؤجل، عن وعودٍ لم تُنسَ، عن قلبٍ كلما ظن أنه نسي، عاد النبض ليذكره بأنه ما زال هناك، في المكان نفسه، تحت القمر نفسه، ينتظر.
كل موجة تتحرك كنبضة، وكل ضوءٍ يتسلل من بين الغيوم هو رجفة شوق، وكل ذرة رملٍ على الشاطئ هي كلمة حبٍ لم تُقال.
الحب ليس في اللقاء، بل في الانتظار، في الرسائل غير المكتوبة، في النظرات التي تبحث، في ضوء القمر الذي يحاول الوصول رغم أن الغيوم تعانده